IMLebanon

مواجهات ما بعد الانتخابات (بقلم بسام أبو زيد)

كتب بسام أبو زيد

لن يكون لبنان بعد انتهاء الانتخابات النيابية وصدور نتائجها امام تداعيات سهلة، بل إن ما يلوح في الأفق يؤشر الى تداعيات معقدة على الصعيدين المحلي والاقليمي.

على الصعيد المحلي يبدو ان الاستحقاق الأول وهو تشكيل الحكومة سيواجه الكثير من العقد، فتكليف الرئيس سعد الحريري إذا حصل ستخيم عليه النتائج التي حصدها تيار المستقبل في صناديق الاقتراع، وفي حال كان هذا التيار قد فقد العديد من المقاعد البرلمانية فإن تكليف الحريري سيكون بثمن سياسي مرتفع، وربما يكون مشروطا بالتزامات لا ندري ما إذا كان باستطاعته أن يتقيد بها.

هذا الثمن السياسي والإلتزامات ستكون واضحة أكثر في عملية التأليف وتوزيع الحقائب الوزارية، والأمر سيكون مرتبطا أيضا بحجم الربح والخسارة التي ستلحق بالفرقاء السياسيين جراء الانتخابات، بالإضافة إلى معضلة ما يعرف بالحقائب السيادية وتمسك كل طرف بالحقيبة التي يتولاها اليوم في ظل كلام لأطراف سياسية عن ضرورة المداورة في هذا الموضوع.

وفي هذا المجال لا بد من التوقف عند الصراع القائم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وهو صراع مرشح للتصاعد وستتجسد أولى مظاهره في انتخابات رئاسة مجلس النواب، على أن ينتقل فيما بعد الى الخلاف على الحقائب الوزارية، ولاسيما وزارة المال التي سيسعى باسيل الى سحبها من الرئيس بري تحت عنوان عريض وهو رفض المثالثة الناجمة عن التوقيع الثالث أي توقيع وزير المال إلى جانب توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة.

على الصعيد الاقليمي ستترافق نتائج الانتخابات مع المستجدات على صعيد الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية الإيرانية، وهي مستجدات ليست إيجابية بطبيعة الحال وستترك آثارها على الأوضاع في المنطقة، ولا سيما تجاه الدور الايراني، حيث من المتوقع ان ترتفع حدة المواجهة بين الايرانيين من جهة والاميركيين والاسرائيليين ودول الخليج من جهة ثانية، وطبعا لن يكون لبنان محيدا عن تلك المواجهة باعتبار ان “حزب الله” سيقف الى جانب الجمهورية الاسلامية في صراع سيكون مصيريا ولا مجال فيه لأي نأي بالنفس.