أكد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أنه “يفضل عدم استعمال تعبير المواجهة المباشرة مع “حزب الله” إلا أن ما اتهمنا به على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ليس في مكانه على الإطلاق والجميع يعرف، منذ 40 سنة حتى اليوم، اننا لا نتحمّل المجموعات المتطرّفة المسلّحة لا عسكرياً ولا إيديولوجياً”، مشيراً إلى أن “الجميع بحاجة إلى التعبئة الإنتخابيّة إلا أنه يجب ألا تكون بهذا الشكل”.
ولفت جعجع، عبر الـLBCI، إلى أن “آخر من يحق له الكلام عن العلاقات مع الدول الأخرى هو “حزب الله” باعتبار أن نصرالله يقول علانيّة إن كل المال واللباس والأكل والشرب والتدريب والسلاح والإستراتيجيّة يأتيهم من إيران ويريد اتهامنا بأن لدينا علاقة مع المملكة العربيّة السعوديّة، نعم نحن لدينا علاقة مع المملكة والإمارات والكويت وكل دول الخليج والدول العربيّة بشكل عام وكثير من دول العالم، وأجزم أن لا تمويل خارجي لـ”القوّات” والكلام الذي يشاع في هذا الإطار لا يتعدى كونه محاولة تشويش على مسيرة الحزب”.
وأعرب جعجع عن اطمئنانه لسير العمليّة الإنتخابيّة من الناحيّة الأمنيّة، وقال: “لست متخوفاً من أي إشكال ممكن أن يفتعل باعتبار أن هذه مواجهة إنتخابيّة ديمقراطيّة طبيعيّة على ما شهدناه حتى اليوم ونحن فقط على بعد ثلاثة أيام من الإنتخابات وعلى النحو الذي سارت فيه الأمور حتى الساعة ستكمل”.
ورداً على سؤال عما إذا كان نجاح مرشح “القوّات” عن المقعد الماروني في دائرة بعلبك – الهرمل د. أنطوان حبشي هو انتصار لـ”القوّات اللبنانيّة” على “حزب الله” فيما نجاح اللواء المتقاعد جميل السيّد هو هزيمة لـ”القوّات”، لفت جعجع إلى أنه “لا ينظر إلى هذه المعركة من هذا المنظار باعتبار ان نجاح أنطوان حبشي، بالنسبة لي، هو بمثابة استعادة أهالي هذه المنطقة حقّهم بعد فترة طويلة من حرمانهم إياه حيث سيصبح هناك أمل كبير في إنماء هذه المنطقة التي ستشهد حركة سياسيّة إنمائيّة لم تراها منذ عقود”، مشيراً إلى أنه “من الجهة الأخرى أيضاً لا يعتبر نجاح السيّد هزيمة لـ”القوّات” باعتبار أنه إذا ما أراد “حزب الله” ضمان نجاحه فالأمر سهل جداً ويمكنه أن يعطيه الأصوات التي يحتاجها وهذا ما هو حاصل ويجب ألا نستغرب هذا الأمر ففي ظل ما يجري في لبنان “ما وقفت على هالمعتر جميل السيد متلو متل غيرو” ولو كانت الإنتخابات تحصل من دون تدخل “حزب الله” اعتقد أنه لكان من الصعب جداً نجاح اللواء السيّد ولهذا السبب تحديداً ترشّح في بعلبك – الهرمل بالرغم من كونه من زحلة”.
ولفت جعجع إلى أننا “اتفقنا مع “تيار المستقبل” على أن يعطي أصواته التفضيليّة لمرشحيه فيما نحن سنعطي أصواتنا التفضيليّة لمرشحينا وبالتالي نحن مطمئنون من هذه الناحيّة باعتبار أن كل فريق يعمل على حدى لمصلحته ضمن اللائحة الواحدة وهذا أمر طبيعي”.
ورداً على سؤال عما إذا لفتته دعوة الرئيس سعد الحريري لمناصريه في دائرة الشمال – 3 للإقتراع لصالح “صديقه جبران باسيل”، قال: “بالطبع لفتني هذا الأمر إلا أنه لا حول ولا قوّة إلا بالله ولكنني أعتقد أن الناخبين السنّة في هذه الدائرة وتحديداً في البترون والكورة وزغرتا – الزاوية لديهم ميولاً سياسيّة طبيعيّة والتي اعتقد أنهم لن يتخلوا عنها كما حصل في انتخابات 2005 و2009″، لافتاً إلى أننا “عملنا كثيراً من أجل أن يكون مرشح الرئيس الحريري على لائحتنا في هذه الدائرة إلا أن الأخير فضل أن يكون على لائحة الوزير باسيل”.
أما عن كيفيّة خوض “القوّات البنانيّة” المعركة الإنتخابية في الشمال – 3 وهي متحالفة فقط مع “الكتائب اللبنانيّة” من دون “تيار المستقبل”، النائب فريد مكاري، رئيس “حركة الإستقلال” ميشال معوّض والدكتور قيصر معوّض، قال جعجع: “ما علينا سوى الإنتظار بضعة أيام لنرى كيف سنخوض المعركة في هذه الدائرة وعندها سيعرف الجميع ذلك تبعاً للنتائج التي ستفرزها الإنتخابات كما يجب ألا ننسى أن سكان الجرد في هذه الدائرة مبدئيين، صلبين ولديهم نظرة واضحة للأمور والتي هي نظرتنا اما في الساحل وخصوصاً أهالي الكورة والبترون فهم مسيّسون إلى حد بعيد جداً ولطالما كانوا كذلك كما يجب ألا ننسى أن المنطقة الأولى التي دخلتها الأحزاب هي البترون”.
وطمأن جعجع إلى إمكان نجاح مرشحي “القوّات” في بشري، البترون والمتن، موضحاً أن لا منافسة بين المرشحين في دائرة زحلة جورج عقيص وسيزار المعلوف على الصوت التفضيلي باعتبار أن الماكينة الإنتخابيّة هي التي وزّعت الأصوات التفضيليّة بشكل أن تضمن نجاح المرشحين وغير ذلك يعتبر من المفاجآت الإنتخابيّة باعتبار أن حسابات وتقديرات ماكينة “القوّات” كانت الركيزة من أجل توزيع الأصوات التفضيلية بشكل يضمن نجاح المرشحين”.
وعن سبب عدم ترشيح الإعلاميّة مي شدياق، فقد أكّد جعجع أن “شدياق عضو في الحزب وهي تستحق بشكل كبير أن يتم ترشيحها إلا أنني أعتقد أنه من الممكن أن يكون أمامها خيارات أفضل”.
وعن سبب عدم ترشحه هو للإنتخابات النيابيّة على غرار الزعماء الموارنة الكبار، قال جعجع: “أنا لا أترشح لسبب بسيط وهو أن النائب بحاجة لتفرغ لمنصبه من أجل أداء واجباته على أكمل وجه كما أن رئيس الحزب عليه القيام بذلك لإتمام مهامه، لذلك أنا ضد تجميع المناصب فكيف يمكنني أن أكون رئيساً للحزب ونائباً في الوقت عينه خصوصاً أن كل وقتي لا يكفيني للقيام بمهامي كرئيس للحزب؟ ولهذا السبب تحديداً لا نجمع بين النيابة والوزارة في حزب “القوّات اللبنانيّة”.
ولفت جعجع أن “الوضع في لبنان غير مرض ولدينا كل الأمل من أجل الخروج من الوضع الراهن اللهم إن وجد رجال يدركون كيفيّة إخراج البلاد من هذا المأزق ونحن لدينا التصوّر للقيام بذلك وندرك تماماً الطريق للخروج منه وأكبر دليل على ذلك هو اداؤنا في الحكومة الحاليّة”، لافتاً إلى أن “الجميع يدرك ما فعلته “القوّات” من أجل العهد وستبقى تحاول ان تقوم بما تسطيع من أجله ولكن لا يمكن وضع الناس في خيار إما ان تصوت للعهد او ضده باعتبار أن الامور تتفاوت تبعاً للملف المطروح وعلى سبيل المثال في ملف بواخر الكهرباء كان لنا موقفنا الخاص”.
وأعلن أن العلاقة مع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون جيّدة جداً والتعاطي في بعض الأمور يكون معه مباشرةً، مشدداً على أنه لا يندم في أي لحظة من اللحظات على تحالف معراب الذي هو من أهم الخطوات التي قامت بها “القوّات اللبنانيّة” وتم ترجمته في ملئ الشغور في رئاسة الجمهوريّة واعتبره وقرار الدخول إلى الإعتقال أهم قرارين اتخذتهما في حياتي حتى الآن”.
وتابع جعجع: “إن اتفاق معراب ترجم على الأرض في كل المناطق اللبنانيّة حيث لم نعد نشهد أي ضربة كف أو إشكال وهذا بحد ذاته إنجاز كبير بعد زوال الحقد والهوة الكبيرة التي تفصل بين أهل القرية الواحدة والبيت الواحد في بعض الأحيان حيث أصبحنا اليوم في تنافس سياسي عادي”.
ورداً على سؤال عما إذا أقفل باب ترشحه إلى رئاسة الجمهوريّة، قال: “مجرّد وجودي في رئاسة حزب بحجم “القوّات اللبنانيّة” فأنا حكماً مرشح طبيعي ومن الطبيعي هناك مرشحون كثر وأكن كل الإحترام لهم إلا أن موضوع الكفاءات المطلوبة من أجل إدارة رئاسة الجمهوريّة بالشكل الذي يجب أن تتم به فهذا بحث آخر مختلف تماماً”، مشيراً إلى أن “مقولة الطائفة الشيعيّة هي ضدي غير صحيحة فمن هو ضدي هو “حزب الله” والبرهان أن لدينا حلفاء شيعة على لوائحنا في بعلبك – الهرمل، زحلة وحاصبيا مرجعيون إلخ…”.
أما عن إمكان تسمية الرئيس الحريري رئيساً للحكومة العتيدة بعد الإنتخابات، فضل جعجع ترك البحث في هذا الأمر إلى ما بعد الإنتخابات، وأضاف: “أنا لم أقل إننا لا نريد تسمية الرئيس الحريري وإنما جل ما قلته هو أن هذا الأمر للبحث لا أكثر خصوصاً في طريقة إدارة الدولة باعتبار أن الطريقة التي كانت تدار فيها خلال العام المنصرم هي غير سليمة وفي هذا الأمر نحن أكثر من يعمل لصالح العهد ولنجاح الحكومة ورئاستها ولهذا السبب تحديداً نحن نطرح ما نطرحه فلو تم إقرار استئجار البواخر فهل كان هذا الأمر ليكون أفضل للعهد ورئاسة الحكومة؟”.
ورداً على سؤال عما إذا كانت القوّات تحاول التقرّب من “حزب الله”، قال جعجع: “لا، ليس لأننا لا نريد ذلك وإنما كنا لنتمنى ذلك لو كان هناك إمكانيّة للتفاهم مع “حزب الله” كالإمكانيّة الموجودة مع أي حزب لبناني آخر إلا أن مشروع الحزب السياسي كبير جداً”، مشيراً إلى أن “من جملة الأمور التي يجب على “حزب الله” القيام بها من أجل أن نتمكن من التفاهم معه هو أن يتخلى عن سلاحه ويكون وطنه لبنان وليس أي أمّة أخرى ولكن هذا الأمر لا ينفي بعض المواقف المشتركة في بعض الملفات كملف الكهرباء التي لم يتم التنسيق مسبقاً أو التفاهم عليها وإنما كانت مجرّد التقاء في المواقف لا أكثر”.
وختم جعجع متوجهاً للبنانيين بالقول: “التغيير بيدكم أنتم ويمكنكم القيام به فالواقع الذي نعيشه ليس قدرنا ونحن قادرون على الخروج منه بالرغم من وجود سلاح “حزب الله” الذي يعرقل قيام الدولة في مكان ما ولكننا نستطيع العمل في نواح أخرى لذلك أدعوكم للتصويت لـ”القوّات” من أجل أن نتمكن من العمل على تحسين هذه النواحي”.