Site icon IMLebanon

منافسة شديدة على المقعدين السنّيين في “البقاع الثانية”

كتبت سوسن مهنا في صحيفة “الشرق الأوسط”:

يشهد البقاع الغربي معركة انتخابية هي الأولى من نوعها في المنطقة تدور بين لائحتين محسوبتين على أحزاب السلطة وثالثة للمجتمع المدني. وتوحي كل المؤشرات الميدانية بأن المنافسة ستكون على أشدّها على الساحة السنّية، وبخاصة أن التحالفات التي وإن كانت داخل الصف السياسي الواحد قد شابها الكثير من الخلافات؛ وهو ما يترجم بين صفوف الناخبين والماكينات الانتخابية العائدة لكل فريق.

ولا يزال فريق «الحزب التقدمي الاشتراكي» يتحدث عن استبعاد مرشحه النائب الحالي أنطوان سعد من قبل «تيار المستقبل» لصالح المرشح غسان المعلوف، كما أن ترشيح «التيار الوطني» للنائب السابق إيلي الفرزلي جاء في اللحظات الأخيرة، وبعد ضغط من قبل شارع «التيار» الموجود في المنطقة، إضافة إلى أن معلومات ترددت عن أن أعضاء لائحة «التيار» التي تحمل اسم «الغد الأفضل» والمدعومة من «حزب الله» (غير مكتملة)، عبّروا عن استيائهم من تفرد الوزير السابق عبد الرحيم مراد بقرار اللائحة، ومن محاولة التغطية على وجودهم فيها، وتجيير كل حملة اللائحة له فقط، بدليل انتشار صوره حصراً على الطرقات، كما يتردد أن الاتصالات مقطوعة بين مراد والمرشح النائب السابق إيلي الفرزلي، إضافة إلى وجود خلاف بين مراد أيضاً والمرشح النائب السابق فيصل الداود بعدما ترددت شائعات عن أن مراد حاول شراء أصوات درزية؛ مما آثار بلبلة داخل ماكينة الداود الانتخابية.

وفي مقابل «لائحتي أحزاب السلطة»، يخوض المجتمع المدني معركة أيضاً في هذه الدائرة، وإن كانت غير مكتملة، وتضم أيضاً مرشحين عن المقعدين السنيين.

وتضم دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي – راشيا) ستة مقاعد، 2 للسنة وشيعي، درزي، ماروني وأرثوذكسي، ومجموع الناخبين فيها هو نحو 140950، موزعين على 68047 سنياً، و20689 شيعياً، و20534 درزياً، و10743 ماروونياً، و9789 أرثوذكسياً، و9659 كاثوليكياً.

وتضم لائحة «تيار المستقبل –الاشتراكي» عن المقاعد السنية، النائب الحالي زياد القادري والمرشح محمد القرعاوي، وعن المقعد الشيعي والدرزي النائبان الحاليان وائل أبو فاعور وأمين وهبي، وعن المقعد الأرثوذوكسي المرشح غسان المعلوف، وعن المقعد الماروني المرشح هنري شديد، في المقابل تضم اللائحة المنافسة «الغد الأفضل» المقعد السني عبد الرحيم مراد، المقعد الدرزي فيصل الداود، المقعد الأرثوذوكسي إيلي الفرزلي، والمقعد الماروني ناجي غانم، وكان الفرق بينها وبين اللائحة الأولى في انتخابات عام 2009 التي أجريت وفق القانون الأكثري، نحو ثلاثة آلاف صوت لصالح فريق «14 آذار»؛ وهو الأمر الذي قد يتغير اليوم في ظل القانون النسبي بحيث باتت احتمالات الخرق شبه مؤكدة.

ويصف مسؤول المندوبين في الحملة الانتخابية لـ«تيار المستقبل» وسام شبلي المعركة بـ«السياسية بامتياز وليست انتخابية»، وينطلق في هذا التوصيف بالقول لـ«الشرق الأوسط»، إن اللائحة المنافسة، أي لائحة «الغد الأفضل» برئاسة مراد، تعكس عودة النظام السوري والهيمنة الإيرانية، وتعد لائحة «حزب الله»، وهو ما جاء على لسان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، معتبراً أن هذه اللائحة سوف تعيد وصل ما انقطع بين البقاع والنظام السوري». أما كيف ستتوزع أصوات المستقبل التفضيلية، فيوضح شبلي: «هذا الموضوع لم يحسم بعد لدى ماكينات المستقبل، وهو متروك للحظات الأخيرة قبل العملية الانتخابية، أي الأحد المقبل»، لافتاً إلى «أن ماكينة المستقبل تعمل لأجل رفع نسبة الاقتراع لصالح كل لائحة (مستقبل البقاع الغربي وراشيا)؛ كي تقطع طريق احتمالات الخرق للائحة المنافسة».

من جهته، يؤكد رباح القاضي، وكيل داخلية راشيا في الحزب التقدمي الاشتراكي، أن «ماكينة الحزب على أعلى جهوزية، حيث إن للحزب ثقة بالناس وهم عملوا بقيادة رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط منذ 2005 على تعزيز ثقة الناس عبر النائب وائل أبو فاعور من خلال عمله الدؤوب للخدمة العامة وتلبية حاجيات المنطقة». أما ما يحكى عن تطمينات لأبو فاعور بأنه حاصل على نسبة 9000 صوت تفضيلي، فيقول القاضي «إن هذه الأرقام غير دقيقة»، مشدداً على أن ماكينة الحزب وماكينة تيار المستقبل الانتخابيتين على تنسيق يومي، كما أن النائب أبو فاعور يتواصل بشكل مستمر مع مرشحي تيار المستقبل؛ مما يعني ما قيل عن اختلاف في وجهات النظر بين الطرفين عند تشكيل اللائحة «أصبحت وراءنا».

وعلى المقلب الآخر، فإن توزيع الأصوات التفضيلية من قبل «التيار الوطني الحر» قد حسم باتجاه النائب السابق إيلي الفرزلي، حسب ما يقول الدكتور جورج نمر منسق الحملة الانتخابية للتيار في راشيا، لـ«الشرق الأوسط».

وبانتظار يوم الأحد المقبل، يمكن القول إن معركة البقاع الثانية تتركز بشكل أساسي على المقعد السني، وهو ما عبّر عنه بشكل واضح أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، مشدداً على أهمية الخرق في الساحة السنية، في وقت تشير التقديرات إلى أنه وبصرف النظر عن التحالفات فإنه من المتوقع أن تفوز كل لائحة بثلاثة مقاعد.