اشارت صحيفة “الأنباء” الكويتية الى أن حزب الله بقدر ما يحرص على حسم مسألة رئاسة المجلس النيابي الجديد من الآن باعتبار أن الرئيس نبيه بري مستمر في رئاسة المجلس والمسألة محسومة ومنتهية ولا نقاش فيها… بقدر ما يحرص على عدم إعلان موقف أو إعطاء تعهد بشأن رئاسة الحكومة الجديدة واعتبارها محسومة للرئيس سعد الحريري، وعلى إبقاء الغموض مسيطرا على موقفه، على نحو ما فعله نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال (في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية) إن «موضوع رئاسة الحكومة مؤجل الى ما بعد الانتخابات لأنه ليس واضحا من الشخص المناسب للمنصب».
إذن، مسألة رئاسة الحكومة المقبلة هي موضوع درس ونقاش لدى حزب الله الذي لا يفرط في هذه الورقة مجانا ويسجل تراجعا في موقفه، إذ بعدما كان مؤيدا وبحماسة لبقاء الحريري لأن ليس هناك أفضل منه في هذه المرحلة، فإنه لم يعد متحمسا لا بل صار متحفظا أو على الأقل متريثا الى ما بعد انتخابات ٦ ايار للوقوف على أمرين:
٭ الأول: النتيجة التي سيخرج بها الحريري من الانتخابات، وما إذا كان سيخرج بانتصار أو فوز عادي أو فوز بطعم الخسارة.
٭ الثاني: الموقف السياسي الذي سيلتزمه الحريري بعد الانتخابات، وما إذا كان الخطاب التصعيدي في فترة الانتخابات هو ظرفي ولشد العصب ومجرد «خطاب انتخابي» أم أنه ممهد لخطاب سياسي، سيتواصل في المرحلة المقبلة.
بإمكان حزب الله أن يتريث وحتى أن يعيد حساباته والنظر في موقفه من الحريري، متذرعا بأن التسوية الرئاسية التي أنتجت انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية وحكومة جديدة برئاسة الحريري، وانتخابات على أساس قانون جديد، هذه التسوية حققت أهدافها وتنتهي مفاعيلها مع نهاية الانتخابات وولاية المجلس النيابي، وبالتالي تجعل حزب الله في حل من كل التزاماته السابقة التي رتبتها عليه التسوية الرئاسية مع الدخول في مرحلة جديدة من التحالفات والعلاقات وموازين القوى.