IMLebanon

الزغبي: الخاسر الفعلي في الإنتخابات هو “العهد”

كتب الياس الزغبي:

“أسفرت نتائج الانتخابات النيابية عن الحقائق الآتية:

-الرابحان الأبرزان هما الفريقان النقيضان اللذان بنيا تحالفاتهما على أساس سياسي واضح، “حزب الله” و”أمل” مع حلفائهما في جهة، و”القوات اللبنانية” و”الكتائب” مع حلفائهما في الجهة المقابلة.

-الخاسران الأكبران هما التياران البرتقالي والأزرق اللذان عقدا تحالفات غير منطقية لا تقوم على أساس سياسي بل مصلحي رقمي.

وبين الرابح والخاسر حافظت قوى على أحجامها كالحزب التقدمي الاشتراكي وميقاتي وبعض المستقلين، مع فوز يتيم للمجتمع المدني.

أمّا في المعنى الوطني والسياسي العميق، فالخاسر الفعلي هو العهد لأسباب ثلاثة:

-الأداء الاستعلائي والتخبط في التحالفات الانتفاعية التي نسجها “تياره” وطرحه شعار “إسقاط المؤامرة على العهد”، ما أدّى إلى تأليب أكبر عدد ممكن من الخصوم عليه.

-التراجع الدراماتيكي في أرقامه ضمن البيئة المسيحية، ما جعل رموزه الفائزين في مرتبة متأخرة بعدد الاصوات التي نالوها، خصوصاً في كسروان وجبيل والمتن وبعبدا والأشرفية وزحلة والشمال، وتحديداً في الأصوات المارونية.

-تراجع عدد كتلته من ٢٧ سنة ٢٠٠٩ إلى ما دون هذا الرقم، برغم انتقاله إلى موقع الرئاسة وامتلاكه مقدرات السلطة والدولة.

ومن المؤشرات السلبية أيضاً، طبيعة التحالفات ضمن تكتله الراهن، فهي أكثر هشاشة من تكتله السابق الذي فقد حلقات منه تباعاً، وسيفقد التكتل الجديد حلقات أيضاً كلما اقترب العهد من نهايته خلال السنوات الأربع المقبلة.

ولذلك، بات من الصعب تشكيل حكومة جديدة يمكن تسميتها بـ”حكومة العهد الأولى” لأن شروط تشكيلها ستكون أشد صعوبة من الحكومة الراهنة، مع تنامي الخصومات التي راكموها بأدائهم، بحيث لم يعد من الممكن الحصول على ٩ او ١٠ وزراء كما في السابق.

كما أن مسألة تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاستها باتت مطروحة للنقاش ولتجاذبات الشروط السياسية يميناً ويساراً من القوى الوازنة الجديدة.”