كتبت ايفا ابي حيدر في صحيفة “الجمهورية”:
خلقت الانتخابات النيابية حركة اقتصادية طاولت مجموعة من القطاعات الخدماتية، لكن هذه الحركة رغم انعكاسها الايجابي على الدورة الاقتصادية تبقى محصورة في المدة الزمنية بحيث ان مفاعيلها تنتهي مع انتهاء الانتخابات، او مع انتهاء احتفالات النصر كحد اقصى.
ساهمت الانتخابات النيابية في تحريك قطاعات اقتصادية عدة أدّت الى خلق بعض فرص العمل ورفعت من حجم اعمال ومداخيل مؤسسات. الا ان اكثر من استفاد من هذا الموسم هما قطاعا الاعلام والاعلان والمقصود خصوصا التلفزيونات والمحطات الاذاعية واللوحلات الاعلانية على الطرقات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، الى جانب النفقات على المصاريف اللوجستيه (استئجار مكاتب، فنادق، قاعات في فنادق…) وتوظيف يد عاملة كمندوبين، تشغيل بعض انواع المطاعم، وبعض قطاعات التجارة الحرة، مثل المطابع، والمصممين الاعلانيين، منظمي الحفلات، حركة سياحة انتخابية (رحلات سفر)، مستشارين اعلاميين…
في هذا السياق، قدّر الخبير الاقتصادي نسيب غبريل ان يكون وصل مجموع الانفاق الانتخابي خلال هذه الفترة، وذلك استنادا الى سقف صرف الاموال الذي يسمح به القانون، الى 680 مليون دولار، لكن لا شك ان البعض صرف أقل والبعض صرف اكثر. أضاف: اقتصاديا يوضع هذا الانفاق في اطار ضخ الاموال، بما يوازي نحو 1.3% من الناتج المحلي.
لكنه اوضح ان هذه النسبة لن ترفع من نسبة النمو الاقتصادي انما خلقت حركة اقتصادية في قطاعات معينة هي اكثر من استفاد. وأكد ان هذه الحركة محصورة بفترة معينة ومحدودة، وقد انتهت في غالبيتها مع انتهاء الانتخابات وربما تستمر كحد اقصى الى الانتهاء من حفلات النصر التي ستنظمها الاحزات الرابحة.
عبود
من جهته، اكد نقيب اصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود ان القطاع شهد ارتفاعا في نسبة الحجوزات تتراوح ما بين 10 الى 13 في المئة مقارنة مع العام الماضي، وبرأينا ان هذه الزيادة غير مبررة لاننا في فترة low season ، لذا نحن نعيدها الى الانتخابات النيابية. اضاف لـ»الجمهورية»: سجل خلال هذه الفترة اي خلال الشهرين الاخيرين زيادة في نسبة المبيعات بحوالي 20 مليون دولار.
ففي شهري آذار ونيسان عادة يصل مجموع مبيعاتنا الى 80 مليون دولار الا ان هذا العام سجل ما بين 10 الى 13 مليون دولار مبيعات اضافية في كل شهر، اي بعدما كانت مبيعاتنا تتراوح في الشهر ما بين 40 الى 42 مليون دولار ارتفعت الى ما بين 50 الى 52 مليون دولار.
وعن سبب ارتفاع عدد المغتربين الذين قصدوا لبنان خلال فترة الاغتراب علما ان اقتراع المغتربين كان متاحا في الخارج، قال: ان هناك بعض المغتربين قصدوا لبنان منذ اكثر من شهر للعمل في الانتخابات، كما ان هناك بعض الاحزاب او التيارات السياسية تفضل ان تأتي بمقترعيها من الخارج للتأكد من مشاركتهم في عملية الاقتراع لمزيد من الضمانة، وهؤلاء قصدوا لبنان بنحو اسبوع قبل الانتخابات.
أما عن وجهات البلدان التي اتى منها المغتربون اللبنانيون، فقال عبود انها تنوعت وتقريبا شملت كل القارات. فقد اتى اللبنانيون من دول الخليج ومن السعودية وافريقيا ولوس انجلوس وكندا …
بيروتي
من جهته، اعتبر الامين العام لاتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي ان الانتخابات النيابية لم تترك اثرا يذكر على قطاع المؤسسات السياحية لأن المغتربين عادة ينزلون عند ذويهم، انما القطاع المطعمي تأثر ايجابا أكثر من الفندقي وخصوصا الوجبات السريعة.
الرامي
اشار نقيب اصحاب المطاعم طوني الرامي الى ان الحركة في المطاعم زادت في مرحلة ما قبل الانتخابات لتتكثف في الاسبوع الاخير منه خصوصا في المطاعم الشرقية بسبب الدعوات التي اقيمت من قبل المرشحين، كما استفاد بعض المطاعم من خدمة ال delivery و takeaway بسبب الطلبيات المرتفعة من المطاعم الى مراكز الاقتراع او بيوت المرشحين والمندوبين. اضاف: لا يمكن القول ان الحركة ناشطة انما هي مقبولة وفقط عند المطبخ اللبناني. كما سجلت حركة مقبولة يوم الانتخابات في ما خصّ الوجبات السريعة.