كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:
إذا اعتبرنا انّ اتجاهات أسواق المال في بيروت هي المؤشر على ردود الفعل المالية على الانتخابات، يمكن القول انها ردود سلبية الى حد ما، بدليل الهبوط العام في الأسعار الذي شهدته الاسهم في بورصة بيروت.
تلقّى المجتمع الدولي نتائج الانتخابات اللبنانية بحذر. لكنّ الناحية الايجابية تمثّلت في الممارسة الديمقراطية للانتخابات والتي يتمتع بها اللبنانيون، وهو ما تعجز عن تحقيقه الكثير من الدول المجاورة في منطقة الشرق الاوسط.
ولوحظ انّ الاعلام الغربي وجّه بعض الانتقاد للبرلمان اللبناني الذي اعتبر تجمعاً للاقطاعيين اكثر منه تجمعاً لرجال السياسة. وذلك في بلد ما زال الدين العام فيه والعجز في الموازنة يرتفعان بقوة، مقابل إهمال الدولة واجباتها الاولية في تأمين الماء والكهرباء.
بورصة بيروت
جاءت ردة الفعل سلبية امس في اول يوم تداول بعد الانتخابات النيابية في السوق اللبنانية الرسمية للأسهم، فتراجعت 5 اسهم مقابل ارتفاع سهم واحد فقط. وتراجعت اسهم شركة سوليدير بفئتيها كما تراجعت اسهم بنك عودة وبنك بيبلوس، وسجلت تداولات كبيرة فاقت المليون سهم لبنك عودة الفئة العادية.
تراجع مفاجىء للنفط
تراجعت أسعار النفط من أعلى مستوى لها في 3 أعوام ونصف العام امس، بينما يترقّب المستثمرون إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض مجدداً عقوبات على إيران كانت قد علّقتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية الكبرى.
وإذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق الذي حدّ من أنشطة طهران النووية، فقد تتأثر صادرات إيران من الخام، الأمر الذي يزيد من شح المعروض في سوق النفط، الذي بدأ يعود للتوازن بعد سنوات من التخمة.
إنخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 63 سنتاً، أو ما يُعادل 0.9 في المئة، إلى 70.10 دولاراً للبرميل. ونزل في مرحلة من المراحل دون 70 دولاراً، بعدما تجاوز في الجلسة السابقة ذلك المستوى للمرة الأولى منذ تشرين الثاني 2014.
وهبط خام القياس العالمي برنت 53 سنتاً، أو ما يُعادل 0.7 في المئة، إلى 75.64 دولاراً للبرميل، وذلك بعد أن قفز 1.7 في المئة في تسوية العقود الآجلة ليصل إلى 76.17 دولاراً للبرميل في الجلسة السابقة.
وكشف ترامب الاثنين أنه سيُعلن قراره في شأن البقاء في الاتفاق النووي أو فرض عقوبات على طهران الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش امس، أي قبل 4 أيام من الموعد المتوقع.
أسواق الصرف
صعد الدولار لأعلى مستوى منذ بداية 2018 أمام عملات منافسة مع هبوط اليورو الذي دفع التجّار إلى شراء العملة الأميركية، رغم بعض المخاوف من أن تكون وتيرة صعودها أسرع من اللازم.
وارتفع الدولار نحو 4.5% أمام سلة من العملات المنافسة في ثلاثة أسابيع، مع تبدّد التوقعات بأن تحذو بنوك مركزية أخرى حذو مجلس الاحتياطي الاتحادي في تطبيع السياسة النقدية.
وواصَل الدولار مكاسبه، وارتفع مؤشره الذي يقيس أداءه أمام سلة عملات بنسبة 0.4% إلى 93.08 مع استمرار الأسواق في تصفية مراكز مدينة تراهن على انخفاض الدولار تكوّنت في الأشهر الأخيرة، ممّا دفع العملة الأميركية للصعود على مدى ثلاثة أسابيع متتالية.
وحقق الدولار الأميركي بعضاً من أكبر مكاسبه اليوم أمام اليورو والدولار الأوسترالي اللذين انخفضا 0.4% و0.8% على الترتيب.
ورغم صعود الدولار، ظلّ الين الياباني متماسكاً أمام العملة الأميركية وغيرها من العملات الرئيسية، بما يشير إلى استمرار حالة الحذر في السوق.
الأسهم العالمية
فتحت الأسهم ألأوروبية مستقرة إلى حد كبير، مع ترقّب المستثمرين لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وهي خطوة قد تعرقل إمدادات النفط العالمية.
ونزل مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.05%، وسط فورة من نتائج أعمال الربع الأول وصفقات الاندماج والاستحواذ أدّت الى تحركات حادة في أسعار بعض الأسهم.
وعلى مستوى الأسهم الأوروبية القيادية ارتفع سهم يونيليفر 1.9% مسجّلاً أفضل أداء، بعد أن أعلنت الشركة بدء برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة ستة مليارات يورو.
المعادن الثمينة
واستقرت أسعار الذهب، مع استمرار الدولار قرب أعلى مستوياته للعام 2018، بفعل القوة النسبية للاقتصاد الأميركي.
وكان السعر الفوري للذهب منخفضاً نحو 0.1 في المئة عند 1313.20 دولاراً للأونصة، بعد أن أغلق على انخفاض طفيف في الجلسة السابقة.
واستقرت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم حزيران من دون تغيّر عند 1314.10 دولاراً للأونصة.
وزادت الفضة 0.2 في المئة في المعاملات الفورية إلى 16.48 دولاراً للأونصة، وارتفع البلاتين 0.2 في المئة أيضاً إلى 909.65 دولارات للأونصة، بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ 25 نيسان في الجلسة السابقة.