كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:
تواجه الصين حالياً، وهي ثاني أكبر اقتصاد عالمي، حرباً تجارية أميركية… وتحاول الدولتان تقريب وجهات النظر بينهما لتجنّب أيّ تصعيد خطير لهده الحرب. ومن جهة أخرى تتواجه الدولتان في اكثر من ملف دولي سياسي واقتصادي. ويذكر الأبرز الآن عدم وجود أي مصلحة صينية في مقاطعة استيراد النفط من ايران، وهو ما سوف تدعو اليه الولايات المتحدة كنتيجة لإسقاطها الاتفاق النووي مع إيران.
في حين تبقى الولايات المتحدة الأميركية قادرة على ممارسة الضغوط على غالبية المجتمع الدولي لجعلها تنتظم في سياسات مقاطعة ايران على خلفية إسقاط الاتفاق النووي، غير انّ الصين التي تستورد كميات كبيرة من النفط الايراني سوف تواصل شراء النفط من ايران. وتحقق بعض الأرباح من ذلك. وقد تعمد ايران الى خفض الاسعار لتسويق الفائض النفطي خلال المقاطعة الدولية.
لكنّ الولايات المتحدة ترفع عصاً إضافية على الصين، وهي من ضمن الحرب التجارية التي تهدف الى تقليص العجز التجاري العملاق مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وكانت الولايات المتحدة قد بدأت برفع الضريبة الجمركية على استيراد المعادن من الصين، وهي تهدد بتوسيع مساحة رفع الجمرك على منتجات صينية اخرى. وتُجري الدولتان حالياً مفاوضات على هذا الصعيد، ومن الواضح تَشابك المصالح في هده المرحلة. فهل سيشكل ذلك عبئاً اضافياً على ايران، ام انّ الصين تستطيع التوفيق بين مصالحها مع الاميركيين من جهة ومع ايران من جهة اخرى؟
وعلى صعيد آخر وللمرة الاولى مند العام 1983 يسجّل الدولار والنفط ارتفاعات متوازية، مع صعود النفط 10% والدولار 3% في الأسابيع الاربعة الماضية. علماً أنّ الاسواق اعتادت على تناقض اتجاههما في العقود الاربعة الماضية.
بورصة بيروت
إرتفع سعر سهم سوليدير فئة «ا» في تعاملات بورصة بيروت امس بنسبة 0,82 في المئة الى 8,59 دولارات بتداول 43563 سهما بقيمة 371523 دولارا، في حين تراجع سعر سهم سوليدير فئة «ب» بنسبة 2 في المئة الى 8,32 دولارات بتداول 5949 سهما بقيمة 49427 دولارا.
وجرى تداول 198155 سهماً قيمتها 1.52 مليون دولار امس في بورصة بيروت من خلال 52 عملية، زادت بعدها قيمة البورصة السوقية 0.73% الى 11.330 مليار دولار. وارتفع سعر 6 أسهم واستقر سهم واحد وتراجع آخر. وسجلت اسهم سوليدير الفئة «ب» أسوأ أداء إذ تراجعت 2% الى 8.32 دولارات، في حين سجلت اسهم بيبلوس العادية اكبر ارتفاع ونسبته 3.33% الى 1.55 دولار.
أسواق العملات
تماسك الدولار بدعم من المكاسب التي حققتها السندات الأميركية الطويلة الأجل وتركيز المستثمرين على بيانات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، التي تصدر في وقت لاحق من اليوم، وقد تظهر ارتفاع معدل التضخم.
ولم يسجّل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات كبرى، تغيّراً يذكر ليستقر عند 93.06 بعد أن بلغ أعلى مستوى في أربعة أشهر ونصف الشهر عند 93.42، محققاً مكاسب نسبتها 4.7% مقارنة مع المستوى المتدني المسجّل في نيسان.
وسجّل اليورو أعلى مستوى في أربعة أشهر ونصف الشهر عند 1.1905 دولار يوم الأربعاء، بعدما هبط في ستٍ من الجلسات السبع الماضية. وجرى تداول العملة الأوروبية الموحدة عند 1.1868 دولار. وارتفع الجنيه الاسترليني 0.1% إلى 1.3561، وهو مستوى غير بعيد عن 1.3485 دولار الذي لامسه يوم الاثنين.
أداء الأسهم العالمية
واستهلّت بورصة وول ستريت التداولات مواصلة ارتفاعاتها عقب التخلّي الاميركي عن الاتفاق النووي مع ايران. وتواصل الاسهم الارتفاع لليوم الخامس على التوالي، وهو الأطول مند شباط الماضي، فزاد مؤشر داو جونز 0.75% الى 24.542.54 نقطة، وناسداك 1% الى 7339.91 نقطة، وستاندارد اند بورز 0.97% الى 2697.79 نقطة.
وتفاوت أداء الاسهم الاوروبية مع ارتفاع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0.34%، في حين قاد مؤشر فوتسي البريطاني مؤشر كاك الفرنسي نزولاً، فتراجعا بنسبة 0.02% و0.01% على التوالي.
وارتفع مؤشر نيكي الياباني في ختام التعاملات مع تزايد إقبال المستثمرين على المخاطرة بفضل المكاسب التي حققتها بورصة وول ستريت واستقرار الين، بينما واصل سهم تويوتا صعوده بعد يوم من إعلان النتائج السنوية.
وارتفع سهم تويوتا 2.3% إلى 7592 يناً، ليسجل مستوى جديداً هو الأعلى في ثلاثة أشهر، وتصدر قائمة الأسهم الأكثر تداولاً في السوق من حيث القيمة.
ودفع ذلك مؤشر نيكي إلى الارتفاع 0.4% ليغلق عند 22497.18 نقطة.
وقفزت أسهم تويوتا 3.8% يوم الأربعاء بعد أن أعلنت الشركة نتائجها السنوية، وتوقعت تحقيق أرباح تفوق تقديرات المحللين خلال السنة المالية الحالية، بالإضافة إلى الإعلان عن إعادة شراء أسهم.
فيما قفز سهم ميتسوبيشي موتورز 9.4%، بعد أن قالت الشركة إنه من المتوقع أن ترتفع الأرباح التشغيلية 12% في السنة المالية الحالية بدعم من زيادة مبيعات السيارات في آسيا.
الذهب
إرتفع الذهب مع توقف الدولار لالتقاط الأنفاس مستقرّاً قرب ذروته للعام 2018، بينما يركز المستثمرون على بيانات التضخم الأميركية التي تصدر في وقت لاحق اليوم، والتوترات المحتدمة بين الولايات المتحدة وإيران.
ونزل الدولار قليلاً عن ذروته في أربعة أشهر ونصف التي سجلها مع استقرار عوائد سندات الخزانة الأميركية قرب مستوى الـ3% المهم نفسياً.
وكان السعر الفوري للذهب مرتفعاً 0.2% إلى 1315.28 دولاراً للأونصة، وارتفعت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم حزيران 0.2 أيضاً إلى 1315.50 دولاراً.
وزادت الفضة 0.6% في المعاملات الفورية إلى 16.59 دولاراً للأونصة، بعد أن سجلت أعلى مستوى في أسبوعين عند 16.62 دولاراً خلال الجلسة السابقة.
وصعد البلاتين 0.9% إلى 918.20 دولاراً، في حين زاد البلاديوم 0.1% ليسجّل 975.72 دولاراً للأونصة.
النفط
إرتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في عدة سنوات مع تأهّب المتعاملين لاحتمال تجدّد العقوبات الأميركية على إيران، أحد أكبر مصدّري الخام، في ظل ضيق الفجوة بين العرض والطلب في السوق.
وتخطّط الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على إيران التي تنتج نحو 4% من إمدادات النفط العالمية، بعد أن انسحبت من اتفاق جرى التوصّل إليه أواخر عام 2015 ويحدّ من طموحات طهران النووية مقابل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عنها.
وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت أعلى مستوى منذ تشرين الثاني 2014 عند 77.89 دولاراً للبرميل، بارتفاع 0.9% عن التسوية السابقة.
كما سجّلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أعلى مستوى منذ تشرين الثاني 2014 عند 71.84 دولاراً للبرميل، قبل أن تتراجع إلى 71.78 دولاراً للبرميل.