استنكرت مصر، السبت، استطلاعا للرأي على موقع قناة “روسيا اليوم” بشأن تبعية مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد لمصر أم السودان؟ واضطرت القناة، بعد غضب رسمي وشعبي، إلى رفع الاستطلاع من موقعها، وتقديم اعتذار.
وأعلنت الخارجية المصرية إلغاء سامح شكري وزير الخارجية لقاء له كان مقررا السبت مع القناة الروسية. وجاء الغضب المصري قبل يومين من اجتماعات وزيري الخارجية والدفاع في البلدين في موسكو، الاثنين، لمناقشة أزمات المنطقة.
وفسر مراقبون الموقف بأن روسيا تهدف من خلال إثارة قضية الخلاف بين القاهرة والخرطوم حول تبعية حلايب وشلاتين، إلى توجيه إنذار قبل اجتماع 2+2 المزمع عقده، الاثنين، بأن موسكو تمتلك “بطاقات ضغط على مصر، حال استمرارها في سياستها المترددة حيال القضايا التي تهم روسيا”. وأضاف هؤلاء لصحيفة “العرب” اللندنية، أن الرسالة وصلت إلى القاهرة، لذلك لم تعد هناك أهمية لاستمرار استطلاع الرأي على موقع روسيا اليوم.
ويقول خبراء أن موسكو ترغب في الضغط على القاهرة للانحياز إلى الموقف الروسي، وعدم الاستجابة للطلب الأميركي بإرسال قوات عربية، قوامها الرئيسي من الجيش المصري إلى سوريا، وترجيح كفة موسكو والمضي قدما في مساندة نظام بشار الأسد.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ“العرب”، أن “اللهجة المصرية الحادة التي وجهتها القاهرة لموسكو مقصودة لتوجيه رسالة مضادة بضرورة عدم المساس أو الاقتراب من قضايا حدودية وأمنية حساسة”. وأوضح المصدر أن اللعب على وتر القضايا الداخلية للضغط على الحكومة، تقابله القاهرة بحزم بهدف عدم الانصياع وراء رغبات تلك الدول بالسير في ركابها تماما مقابل الصمت عن مشكلات مصر، داخليا وخارجيا. وتفرض مصر سيطرتها على المثلث الواقع على حدودها مع السودان منذ 1996. وترفض مطالبات الخرطوم بأحقيتها التاريخية في المنطقة.
وأفادت نورهان الشيخ، الخبيرة في الشؤون الروسية لـ“العرب”، أن قضية هذا المثلث حساسة ومحسومة لمصر بناء على أوراق مثبتة منذ الاحتلال البريطاني، مؤكدة أن القاهرة ترفض مناقشة القضية على المستويات الدبلوماسية، وبطبيعة الحال لن تسمح لأي جهة إعلامية طرحها.