أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “الإدارة الأميركية تثبت من جديد أنها تنفذ مصالحها أولًا ومصالح إسرائيل ثانيًا”.
وتابع في كلمة له، قائلا: “من الحماقة بعد كل هذه التجارب الوثوق بتعهدات أو التزامات أميركا، فهي أثبتت أنها لا تحترم حلفاءها الأوروبيين ولا تراعي مصالحهم فهل ستراعي مصالحنا؟”.
وأضاف: ” لا قيم إنسانية عند الإدارة الأميركية وأي اتفاقات ليس لها أي قيمة أخلاقية وقانونية عند الحكومات الاميركية المتعاقبة ومن يراهن في فلسطين على أميركا كوسيط للسلام يعيش على أوهام لا تؤدي إلى نتيجة، فأعظم قوة في العالم لا تحترم القرارات الدولية ولا القانون الدولي ولا تلتزم حتى بحلفائها والانسحاب من الاتفاق النووي مثال على ذلك”.
وفي كلامه عن الاحداث السورية الأخيرة، قال نصرالله: “شهدنا في الأيام الماضي مسعى إسرائيليًا لتزوير الحقيقة وحاولت التستير عن الرقم الحقيقي بأن عدد الصواريخ هو 23 فقط، فالحقيقة أنه أطلق 55 صاروخًا وبعضها من الحجم الكبير واستهدفت عددا من المواقع الاسرائيلية في الجولان وأجبرت نزول جميع سكان المستعمرات في الجولان وشمالي فلسطين إلى الملاجئ”.
وأعلن نصرالله أن “القوات الإسرائيلية قصفت مواقع تعرف أنها خالية وهذا الهجوم الصاروخي هو أحد أشكال الرد على العدوان الإسرائيلي على سوريا ومن في سوريا، فإسرائيل لم تستطع منع العدد الأكبر من الصواريخ من الوصول إلى الجولان وهذا فشل”.
وأوضح نصرالله أن “الرسالة الذي أوصلها هذا الهجوم الصاروخي لإسرائيل هو أنها مخطئة بظنها أن بإمكانها الاستمرار بالعدوان المتواصل واستباحة سوريا من دون أي رد، فثمة مرحلة جديدة بعد إسقاط الصاروخ تلزم إسرائيل باحتساب تحركاتها في سوريا، وأهم ما حدث هو كسر الهيبة الإسرائيلية بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية في الجولان فهذا الرد كان للتهويل والتهديد فقط”.
وكشف نصرالله أنه “تم إبلاغ حكومة إسرائيل من خلال جهة دولية أن الرد الإسرائيلي وإن تجاوز الخطوط الحمراء فسيؤدي إلى قصف ثان في نصف فلسطين المحتلة”.
ووصف الموقف الخليجي بـ “المزري ومعيب” وموقف وزير الخارجية البحريني كان قبيحًا”، مضيفا “ثمة محاولات لوضع غطاء ديني وإسلامي على ما يحدث في فلسطين من قبل داعمي أميركا الخليجيين والعربيين، وهناك محاولات تضليل من قبل بعض مشايخ السعودية لإظهار أن فلسطين حق لإسرائيل ولليهود، مشيرا إلى أن “السعودية تحاول جر المنطقة إلى عدو اخترعته وهو إيران”.
وأشار إلى أن “ما حدث في سوريا أثبت أن سوريا وحلفاءها مستعدون للذهاب إلى أقصى ما يمكن للدفاع ضد إسرائيل في سوريا”.
في الحديث عن فلسطين، قال نصرالله: “ما حدث في السبعين سنة الأخيرة لفلسطين هو وصمة عار على جبين البشرية، ونحن أمام تحد كبير عنوانه ما يسمى بـ “صفقة القرن” المطلوب فرضها فرضا على العالم”، متابعا “يتم تشديد الحصار على غزة وتجويعها لإجبارها على الاستسلام والتوقيع”. ويحسب للمقاومة الفلسطينية تحويل الحصار الداخلي إلى مسيرات العودة التي ستبلغ ذروتها في الغد”، بحسب نصرالله.
وبالنسبة لإيران أوضح نصرالله أن “الضغط عليها في القمة ماليًا واقتصاديًا لإيجاد حالات احتجاج شعبي على السلطة وقمة الضغط على إيران هو الانسحاب من الاتفاق النووي والتهديد بفرض عقوبات جديدة عليها”، مضيفا: “ان مشكلة أميركا مع إيران هو دعمها للحركات المقاومة العربية ومن يؤمن بخيار المقاومة في فلسطين، وليس فقط الاتفاق النووي والصواريخ البالستية، فأميركا تريد أن يبقى الداخل السوري مستنزفًا كما يتم تهديد لبنان بالحرب لتحييده عن دعم فلسطين”.
وطلب من الفلسطينيين تعطيل “صفقة القرن”، قائلا: “إن لم يوقع الفلسطيني على “صفقة القرن” فلن يحدث شيء وحتى لو أصبحت الصفقة في مجلس الأمن”.
وقال: “على محور المقاومة أن يبقى صامدًا وألا يتنازل عن حق فلسطين في أرضها، وإن سقط أحد من المثلث (ترامب – نتنياهو – بن سلمان) فسيسقط المشروع في المنطقة، متابعا: “لا ضلع من هذه الضلوع الثلاثة متين وكل مشاريعهم في المنطقة فشل والمقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى وأكثر الناس خشية من الذهاب إلى الحرب هي إسرائيل”.
في الموضوع اللبناني، أكد نصرالله “أن خيار رئيس المجلس النيابي محسوم في ظل وجود الرئيس نبيه بري و علينا أن نتعاون جميعا لتشكيل حكومة حقيقية تستطيع أن تفي بوعودها، فمن المفترض أن يكون جو البلد جو تعاون وتوافق ووعي ويجب أن تكون النظرة إلى الوضع الداخلي مع أخذ بعين الاعتبار الأوضاع في المنطقة”.