IMLebanon

لماذا نجح حزب “القوات” في إثبات وجوده انتخابياً؟

أكد مصدر مسيحي مواكب للحصيلة الانتخابية بدءاً بجبل لبنان، لصحيفة “الحياة” أن “القوات” حقق تقدماً في كسب تأييد الناخب المسيحي في الجبل، على رغم أنه لم يتحالف مع التيار “الوطني الحر” في أي دائرة من دوائره الانتخابية.

وأضاف: “ثلاثة أمور ساعدت “القوات” في معركته الجبلية، الأول أن جعجع نجح في تلميع صورته في الشارع المسيحي ولم يعد «البعبع» المرفوض الذي يُحذر التصويتُ له، والثاني أن لديه ماكينة انتخابية أحسنت إدارة الانتخابات لوجستياً، وتحديداً في كيفية توزيع الأصوات التفضيلية، إضافة إلى أن مشاركته في الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري عكست ارتياحاً لدى المسيحيين، خصوصاً في إدارة ملف الكهرباء وأمور أخرى”.

ورأى المصدر أن “الوطني الحر” أخطأ في اختيار بعض مرشحيه، وهذا ما دفع ببعض محازبيه إلى البقاء في بيوتهم وعدم التصويت للوائحه احتجاجاً على خياراته، وقال: “القوات” اجتذب أعداداً كبيرة من المحايدين أو أولئك الذين كانوا على خلاف معه”.

وتوقع أن “القوات” بادر إلى اتباع سياسة “العض على الجرح” حفاظاً منه على “إعلان النيات” الذي أبرم في معراب بين العماد عون قبل انتخابه رئيساً للجمهورية وبين جعجع، وأدى إلى تكريس المصالحة المسيحية – المسيحية، وهذا ما تميزت به قيادته برفضها في أكثر من مناسبة الانجرار وراء هجوم باسيل عليه لإخراجه من المصالحة.

ولفت المصدر إلى أن الصراع بين «القوات» و «التيار الوطني» قد يتطور مع بدء البحث في تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية، ويؤكد أن قوى أخرى ستنضم إلى هذا الصراع مع أن المرشح البارز لتولي رئاستها، أي سعد الحريري، يتجنب الدخول في لعبة رفع منسوب الاحتقان السياسي ويسعى إلى التهدئة ويطمح في حال تقرر تكليفه بتشكيلها إلى اعتماد مبدأ السرعة لا التسرع، لأن الوضع الاقتصادي يتطلب للنهوض به الحفاظَ على الاستقرار وأن تأتي التركيبة الوزارية بمثابة رافعة للنهوض بالبلد، لا أن تتحول إلى جزر سياسية تفتقد الانسجام الذي لا غنى عنه لحماية البلد وتحصينه، لتكون لديه المقدرة على مواجهة ما يرتد عليه من تقلبات نتيجةَ التأزم الذي تمر به المنطقة.