كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:
دفع إسقاط الرئيس الاميركي للاتفاق النووي مع ايران الاسواق نحو توقّع ارتفاع حاد في اسعار النفط. وزاد الوضع سوءاً مع ارتفاع حدة التوتر العسكري في الشرق الاوسط . ومع تسجيل ارتفاع اسعار النفط إلاّ أن عوامل جديدة حدّت من المكاسب المتوقعة وأبرزها عدم موافقة الحلفاء على اسقاط الاتفاق النووي.
لم ينضم المجتمع الدولي عموما وحلفاء الولايات المتحدة الأميركية الى حرب الرئيس الأميركي على الاتفاق النووي مع ايران . وقد شكّل التباين في هذه المواقف فرملة لصعود اسعار النفط التي كانت لتتجاوز المئة دولار للبرميل.
واذا كانت الضغوط الاميركية على ايران شكلت هدية سياسية للدول الخليجية، فان ارتفاع اسعار النفط كانت الهدية الثانية والتي لا تقل أهمية عن الهدية الاولى. لكن الامور لم تقف هنا، بل تبقى عرضة للكثير من التجاذبات بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة ومع ايران والصين من جهة اخرى.
على صعيد آخر، لعبت زيادة عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة بمقدار عشرة حفارات في الاسبوع المنصرم دورا في تحديد الاسعار. لكن هذه الصورة لم تمنع اسعار النفط من الاقفال قرب اعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات ونصف. فقد اقفل سعر برميل نفط برنت الخام على مستوى 77.12 دولارا مححقا مكاسب نسبتها 2.8%، وهذا هو المستوى الاعلى منذ تشرين الثاني 2014. كما اقفلت اسعار النفط خام القياس الاميركي على 70.70 دولارا للبرميل مقارنة مع اعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات ونصف البالغ 71.80 دولارا، الذي سجل يوم الخميس الماضي اي بزيادة اسبوعية قدرها 1.2%.
غير انه تبقى للتطورات العسكرية المحتمل حدوثها الدور الابرز في تحديد اتجاهات اسعار النفط العالمية في المدى المنظور. اذ ان أي ارباك او توقف للامدادات النفطية من الشرق الاوسط من شأنه رفع أسعار النفط بقوة تدفعها فعليا الى تجاوز مستوى المئة دولار اميركي للبرميل. وكانت انخفاضات مخزونات النفط الأميركية الاستراتيجية ساهمت هي الاخرى في دعم اسعار النفط.
تراجع الدولار وارتفاع الذهب
أنهى الدولار الاميركي الاسبوع على انخفاض للمرة الاولى في اربعة اسابيع. جاء ذلك نتيجة تراجع نسبة التضخم الأميركية، والتي رجّحت عدم اقدام السلطات النقدية على أي رفع قريب وسريع لأسعار الفائدة الاميركية. كما ان تخوّف الاسواق من أي تصحيح فني عقب الارتفاعات الكبيرة المسجلة مؤخرا ساهم ايضا في تراجع العملة الاميركية. واقفل اليورو على 1.1941 دولار والاسترليني على 1.3543 دولار، والعملة الاميركية على 109.40 ين.
واستفاد الذهب من تراجع الدولار ليحقّق مكاسب اسبوعية، خصوصا مع تراجع نسبة التضخم وهو سبب تاريخي واقتصادي لدعم المعدن الاصفر.
ولقي الذهب ايضا تعزيزا من تصعيد التوتر في الشرق الاوسط مع بدء قرع طبول الحرب في هذه المنطقة. وذلك دون اغفال أن سعر الذهب ما زال يبدي عجزا من استعادة بريقه وتحقيق مكاسب كبيرة تفتقد لها الاسواق منذ فترة طويلة. وقد اقفل الذهب على 1.318.20 دولار للاونصة والفضة على 16.67 دولارا للاونصة.
تراجع العملات الرقمية
ارتفعت الضغوط هذا الاسبوع على العملات الافتراضية مع الهجوم المتصاعد عليها من قبل المشرّعين في اكثر من دولة كبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية واليابان. وتراجعت عملة البيتكوين بنسبة 10.98% الى ما دون مستوى الـ 9000 دولار. كذلك تراجعت عملة الريبيل 21.73% . وكانت السلطات في كوريا الجنوبية هاجمت أكبر بورصة للتداول بالبيتكوين في البلاد على خلفية الشكوك في وجود عمليات اختلاس كبيرة.