Site icon IMLebanon

البرازيل في مونديال 2018: بين الثأر والمُتعة والمهارة!

تقرير IMLebanon – الحلقة الثالثة عن كأس العالم

تتطلع البرازيل بطلة العالم خمس مرات الى محو خيبة وعار كأس العالم 2014 عندما خرجت على يد ألمانيا بسباعية تاريخية في الدور نصف النهائي على ارضها وبين جمهورها في أسوأ هزيمة بتاريخ الكرة البرازيلية العريقة.

تركت تلك الخسارة اسى ومرارة لا يمكن للوقت بسهولة ان ينزعها من عقول البرازيليين الذين كانوا يمنون النفس بالتتويج، وإذ يأتي الغريم التقليدي المنتخب الالماني وينتزع اللقب. يعوّل البرازيليون على إنطلاقة جديدة بقيادة الفتى الذهبي نيمار الذي قدّم في حينها بطولة جيدة قبل ان يصاب في الدور ربع النهائي ويغيب عن لقاء ألمانيا. يقود نيمار تشكيلة شابة وواعدة يعوّل عليها البرازيليون كثيراً لإستعادة هيبة الكرة البرازيلية عالمياً، وقد نجح “منتخب السامبا” فعلاً في تقديم تصفيات مثالية حيث حلّ أولاً بـ 12 فوزاً و5 تعادلات وخسارة واحدة!

وقعت البرازيل في مجموعة جيدة الى جانب كوستاريكا وسويسرا وصربيا.

هل تستعد البرازيل بريقها؟

يغيب اللقب عن خزانة البرازيل منذ العام 2002، حينها فاز البرازيليون باللقب عن جدارة وإستحقاق بقيادة الاسطورة رونالدو ولاعبين كبار كريفالدو. في المرحلة الاخيرة، أظهرت البرازيل إستعادة جزء من سحرها، فسجلّت 41 هدفاً في التصفيات. تُعول البرازيل على كوكبة من النجوم اللامعين في الملاعب الأوروبية وفي طليعتهم نجم باريس سان جيرمان نيمار، ونجم برشلونة كوتينيو ونجم مانشستر سيتي غابرييل خيسوس. بالإضافة الى هؤلاء النجوم، تملك البرازيل ترسانة وتشكيلة متكاملة في جميع المراكز، ففي الدفاع، يملك المدرب تيتي خيارات جيدة من تياغو سيلفا الى ماركينيوس، مروراً بميراندا وفيليبي لويس ومارسيلو وفاغنر ودانيلو. لا شك انّ المهمة الاصعب تنتظر الدفاع بشكل خاص، لانّ دفاع البرازيل انهار تحت الضغط بشكل مريب في مونديال 2014 وسيكون تحت الإختبار في روسيا هذا الصيف.

اما في خط الوسط، فتملك البرازيل أسلحة جيدة ومتنوعة بين اللاعبين اصحاب النزعة الهجومية وآخرين يميلون الى الدفاع، ومن اهم عناصر الوسط: كوتينيو وباولينيو وكاسيميرو وفيرنادينيو وويليان.

أخيراً، يمكن وصف الخط الهجومي للبرازيل بالاخطر ، فكيف لا يكون، وهناك نيمار وغابرييل خيسوس وفيرمينو والثلاثة من الهدّافين اللاذعين.

هل تغلب المهارة على العاطفة؟

في مونديال 2014، ظهر انّ العاطفة غلبت المهارة عند البرازيليين، فتحوّلت المتعة الى توتر وحذر شديدين. عانت البرازيل في العديد من مبارياتها، ولم نر المتعة الحقيقية التي عوّدنا عليها البرازيليون. برّر الكثير من الخبراء الامر الى سببين: الاول عامل الارض ووقوع اللاعبين تحت ضغط شديد جرّاء التوقعات العالية، والثاني هو عامل التاريخ، حيث غالباً ما تدخل البرازيل الى اي بطولة وهي المرشحة الاوفر حظاً. كلّها اسباب ممكنة، لكن في المقابل رأى كثيرون انّ ذلك ليس بجديد على ابطال العالم خمس مرات، ويبقى التحدي في مونديال روسيا ان يظهر المنتخب البرازيلي قدرة على تغليب المهارة والاداء والتكتيك على العاطفة والاحاسيس.

فهل تستعيد بلاد الاساطير من بيلي وروماريو ورونالدو وزيكو وغيرهم مكانتها فتُعيد اللقب الى أميركا اللاتينية بعد فشل واضح في المونديالات الثلاثة الاخيرة؟ هل ينجح نيمار في قلب الطاولة وقيادة بلاده الى المجد العالمي؟ اسئلة شيّقة ومثيرة ستسلّط الضوء أكثر فأكثر على مشوار “راقصي السامبا” في المونديال القريب…