أكد القيادي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أن هذه العقوبات تأتي في إطار الضغط المتصاعد الذي تمارسه الحكومة الأميركية على إيران وعلى الأذرع المرتبطة بها، وهي على الأرجح تأتي بالتفاهم والدول العربية الخليجية، وتحديداً مع الدول التي تشعر بالخطر الإيراني وأذرعه التي تسببت بالكثير من التخريب والاضطرابات في المنطقة بأجمعها، مشدداً على أنه للمرة الأولى تطال العقوبات شخصيات أساسية تعتبر من الجناح السياسي في “حزب الله” والذي هو طبعاً شيء غير موجود، لأن هذا الحزب هو ميليشيا مسلحة، وبالتالي فإن قائدها هو قائد ميليشيا، لذلك فإن القضية هي أنه لم يعد هناك تفريق وهمي بين الأطراف وأصبح التوجه مباشراً نحو الحزب وقيادته.
ولفت إلى أن لدى “حزب الله” الآلية للتملص من هذه العقوبات، خاصةً أنه أوجد لنفسه الكثير من الخيارات لاستمرار تهويله، وهو عملياً يصبح في بيئة كبيرة وقد اتخذ إجراءات استباقية لهذه العملية، مرجحاً خيارات أخرى تفوق العقوبات وقد تصل إلى حد المواجهة. وقال إن هذه العقوبات على حزب الله ستزيد الوضع الداخلي صعوبة، لأن لبنان في وضعٍ اقتصادي ومالي صعب، فهناك ضغوطات كبرى، ولهذا يصر حزب الله على الدخول أكثر فأكثر في صلب العمل الحكومي، ما سيؤدي بالتأكيد إلى تضارب القرارات الأميركية مع الواقع اللبناني، وهذا سيقود حتماً إلى تعقيد المشهد الداخلي، وبالتالي فإن على “حزب الله” أن يفهم أن سياسة الترف وفرض الشروط محدودة، إلا إذا كان يريد أن ينهار البلد بأكمله.
وإذ استبعد اعتذار الرئيس الحريري في حال جرت تسميته لتشكيل الحكومة، بعد العقوبات الأميركية والخليجية الأخيرة، إلا أنه لفت إلى أننا قد نصل إلى الاعتذار في وقتٍ من الأوقات، لكن الآن نحن في مرحلة البحث عن المخارج، قبل أن نذهب إلى هذه الخيارات.