اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري أن “الانتخابات أخذت من حصتنا لكنها لم تأخذ شيئاً من قوتنا، والتيار الشعبي في كل المناطق كان أكبر استفتاء على قوة التيار وحضوره”، لافتاً إلى أن “الانتخابات كشفت عن أخطاء، وعن خلل في التنظيم، في بعض الدوائر، لكنها كشفت أيضاً أن في التيار شبان وشابات وكوادر وأعضاء مكتب سياسي تحملوا المسؤولية وقاموا بواجباتهم”.
ولفت الحريري في كلمة خلال اجتماع للمكتب السياسي في “تيار المستقبل” إلى أنه “لا يجب أن نهرب من الأخطاء في التنظيم والخلل في عمل المنسقيات والماكينة الانتخابية لنرمي المسؤولية على القانون الانتخابي”، مؤكداً أن “هذا القانون نحن شاركنا في صياغته، وكان لدينا الجرأة لنقول أننا نريد إجراء انتخابات، ولو كنا نعرف سلفاً ان حصتنا النيابية سوف تنقص”.
وشدد على أن “الانتخابات أصبحت وراءنا، لكن ترتيب البيت الداخلي أمامنا، صحيح أننا لا نريد أن نجلد أنفسنا، ولا نريد أن نعطي أي جهة فرصة للمشاركة في جلد “تيار المستقبل”، وكلنا نرى الحملات الاعلامية التي تستهدف التيار، وتعمل على تشويه القرارات التي أعلنا عنها، ومحاولة النيل من كرامة أشخاص قدموا للتيار خدمات مشهودة في المرحلة الماضية”.
وأكد “ان الناس تريد محاسبة على كل تقصير، وتريد أن تحمي تيار المستقبل، واستمعت إلى ملاحظات الناس وسوف أكمل في هذا الخط”، مضيفاً: “هناك ورشة يجب أن تحصل في منسقيات قصرت، وهناك تغيير يجب أن يحصل لتفعيل عمل منسقيات ثانية، وأمامنا فرصة للنهوض بمؤسسات التيار وحماية مكتسبات وطموحات الجمهور العريض لـ”تيار المستقبل”.
وشدد الحريري على أن “لا تراجع عن مبدأ المحاسبة، وتأكدوا بأننا سنواصل الخطوات التي تحمي التيار وتصون حضوره الشعبي”، متمنياً على المكتب السياسي “مواكبة ورشة العمل مع هيئة الإشراف والرقابة التي ستقوم بالتحقيقات، مع التأكيد على أننا لا نريد أن نظلم أحداً، لكن في المقابل لا يجب أن نختبئ خلف أصبعنا ونقول أن أي تقصير لم يحصل”.
وشدد على “أن الناس التي واكبت معنا الانتخابات في كل المناطق هي الاساس، والناس التي جاءت من كل لبنان إلى بيت الوسط يجب أن تعرف أن “تيار المستقبل” لا يمكن أن يغطي أي تقصير أو خلل أو فساد تنظيمي”.
وأشار إلى “أننا أمام مرحلة جديدة، وتحديات كثيرة، لكن أمامنا هدف لا يجب أن يتغير، كيف نحمي البلد من العواصف في المنطقة. قدرنا أن نحمي البلد من الحريق السوري، لكننا نرى حرائق أخرى وناراً تحت الرماد في أزمات ثانية، مضيفاً: “سنبقى في الخط الأمامي لحماية لبنان، ولمنع سقوطه وتحويله صندوق بريد لأزمات المنطقة. وهذه المهمة ليست سهلة، لكنها مهمة وطنية بامتياز، وواجب وطني لا يجب أن نتخلى عنه، في مواجهة الخيار الثاني بأخذ البلد إلى المجهول، أو إلى صراع أهلي، وأنا لا يمكن أن ألعب هذا الدور، وفي نفس الوقت لا يمكن أن أقبل أن يكون البلد منصة لأجندات خارجية معادية للدول العربية”.
الى ذلك، دعا المكتب السياسي للتيار كل الأفرقاء إلى التعاطي مع تشكيل الحكومة المنتظرة، بعد تسمية الرئيس المكلف، من منطلق التكامل وليس من منطلق الشروط المسبقة، رأفة باللبنانيين الذين يريدون العبور إلى مرحلة جديدة بشروط الدولة والحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني. وقرر المكتب السياسي منح الرئيس صلاحيات استثنائية لمدة ستة أشهر لاتخاذ الإجراءات والقرارات الملائمة في الشؤون التنظيمية العائدة للمكتب السياسي في إطار تشكيل لجان مؤقتة في الهيئات والمنسقيات المنحلة، و تعيين أو تجميد أو إعادة تشكيل كافة الهيئات التنظيمية والتنفيذية في التيار، إضافة الى منح الرئيس صلاحيات استثنائية لمدة ستة أشهر لإحالة الهيئات أو الأعضاء المخالفين إلى هيئة الإشراف والرقابة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.