كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
وضع هدف كبير متعلّق بخسارة الوزن أمر جيّد. لكن من المهمّ التمسّك بالواقعية لأنه لا يمكن التحرّر من 10 كيلوغرامات خلال أسبوع واحد أو حتى 5 أسابيع! تماماً كما أنّ زيادة الوزن لا تحصل بين ليلة وضحاها، كذلك الأمر بالنسبة إلى التخلّص منها.
إجراءُ تعديلات على نمط الحياة يتطلّب الوقت والجهد، لذلك فإنّ وضع أهداف صغيرة وواقعية سيساعدكم على تفادي خيبات الأمل. بدلاً من التركيز على النتيجة النهائية، كخسارة 10 كلغ، يجب التركيز على التخلّص من كل كيلوغرام. وبالتالي كلما تمكنتم من بلوغ أهدافكم، شعرتم بتحفيز إضافي.
لا شكّ في أنّ كل شخص يستطيع التخلّص من وزنه الزائد بوتيرة مختلفة عن غيره. لذلك من المهمّ الاطّلاع على العوامل التي قد تؤثر في سرعة خسارة الوزن، وتحديداً:
مجموع الكيلوغرامات الإضافية
هناك اختلاف كبير بين العمل على خسارة 10 كلغ مقارنةً بـ45 كلغ. غالباً ما يتمكّن الشخص من خسارة مزيد من الوزن بداية الحمية. ومع الالتزام بالخطّة لوقت أطول، فإنّ التغييرات التي تحدث من يوم إلى آخر قد لا تكون مُثيرة. يرجع السبب إلى أنّ إجراء بعض التعديلات الصحّية يملك فعلاً دوراً فعّالاً بدايةً، لكن مع بدء خسارة الوزن والقيام بتغييرات صحّية عديدة، لا بدّ من الاستمرار في البحث عن وسائل إضافية.
من جهة أخرى، كلما زاد عدد الوزن الذي يجب التخلّص منه، تمكنتم من فقدانه أسرع. الجسم الأثقل يحتاج إلى طاقة أكبر لإتمام وظائفه، وبالتالي حرق سعرات حرارية أكثر طبيعياً. إذا كان المطلوب منكم خسارة 45 كلغ، يعني أنه عليكم إجراء تعديلات صحّية أكثر من الشخص الذي عليه التخلّص من 10 كلغ فقط. أحياناً فإنّ خسارة رقم الوزن الأكبر يكون الأسهل بما أنّ التخلّص من بضعة كيلوغرامات قد يعني أنه عليكم تغيير أمور أكثر من تلك التي تنوون القيام بها.
حجم تقييد الكالوري
تقليص السعرات الحرارية بشكل جذري بداية الحمية لا يعني بالضرورة اختصار الطريق. هناك اعتقاد شائع بأنّ تقييد الكالوري المستهلكة يساهم في خسارة مزيد من الوزن وبشكل أسرع. صحيحٌ أنّ خفض السعرات الحرارية يساعد غالباً على خسارة الوزن، غير أنّ التقييد المطوّل للكالوريهات الصحيحة قد يؤدي إلى خسارة الوزن الخاطئ، كوزن العضلات.
يجب التركيز على خفض الكالوري من السكريات البسيطة والمكرّرة، والذي يُعدّ أفضل خطوة أوّلية للتحرّر من وزن الدهون. تقييد الكالوري ببطء أكبر يكون أكثر واقعية، ويساعد على ضبط التغييرات التي تحدث في الجسم بسهولة أكبر، ومن ثمّ الالتزام بهذه العادات مدى الحياة. يجب الاكتفاء بتقييد فقط ما يلزم لخسارة 0,5 إلى 1 كلغ أسبوعياً.
مدّة الرياضة الواقعية
يجب حرق سعرات حرارية أكثر من تلك المستهلكة للتمكن من خسارة الوزن، ما يعني أنه لا يمكن تجاهل الرياضة. في حال خفض كمية الطعام ولكن بالكاد يتمّ القيام بالحركة، فقد لا تتحقّق النتائج المنتظرة لأنّ الجسم سيعتقد أنّ شيئاً ما غير طبيعي يُصيبه، فيتمسّك بالسعرات الحرارية ويخزّنها على شكل دهون.
أمّا الرياضة المنتظمة التي تخلو من الانتباه للغذاء فقد تزيد القوّة والرشاقة ولكنّ الوزن قد لا ينخفض بالضرورة. ينصح الخبراء بممارسة 150 دقيقة أسبوعياً على الأقل من النشاط البدني المعتدل الكثافة، جنباً إلى تمارين القوّة مرّتين أسبوعياً.
معاناة احتباس السوائل
نوع الطعام المستهلك قد يؤثر في نسبة السوائل التي يحفظها الجسم. يُعتبر الملح بمثابة مغناطيس للمياه، فيتمسّك بها ويسبّب تورّمَ الأصابع والكاحلين. كذلك يمكن للكربوهيدرات أن تؤدي إلى النفخة لدى بعض الأشخاص. عند حذف هذه المواد من الحمية، يمكن ملاحظة انخفاض الوزن. لذا إذا كنتم تحبسون السوائل في أجسامكم، فإنّ ذلك قد يؤثر في الرقم الظاهر على الميزان.
نوعية جدول النوم
إذا كنتم تقومون بالأمور اللازمة بشكل صحيح طوال اليوم ولكنّ النتائج خجولة جداً، فإنّ ما يحصل في الليل قد يكون المُلام. الأشخاص الذين لا ينامون لساعات كافية لديهم مستويات أعلى من هورمونات التوتر التي قد تساهم في الالتهاب الكُلّي للجسم.
هذا الالتهاب قد يُفاقم المشكلات الصحّية المُزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري. وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين اكتفوا بالنوم 5 ساعات كل ليلة تخزّنت الدهون في أجسامهم مقارنةً بالذين ناموا 8.5 ساعات. من دون نسيان أنّ قلّة النوم يمكن أن تعبث في اتّخاذ القرارات الصحّية. أظهرت الدراسات أنّ النوم غير الكافي قد يرفع الشهيّة على الأطعمة الغنيّة بالكالوري نتيجة التحوّلات الهورمونية التي تنظّم الجوع والشبع.