أكدت مصادر رفيعة في حزب “القوات اللبنانية” لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أن معظم القوى السياسية الأساسية تسعى إلى تشكيل سريع، وبالتالي استعجال تأليف الحكومة، لكنها رأت أن الأهم في عملية التأليف ألا يكون الهدف من وراء الاستعجال الذي هو أمر مطلوب لمعالجة قضايا الناس، فرض نوع من حكومة أمر واقع والقول لبعض القوى السياسية، إننا مستعجلون، وبالتالي فإما أن تقبلوا بما أعطيناكم إياه، وإما أن تخرجوا إلى المعارضة، ولذلك إذا كان الهدف من الاستعجال الوصول إلى فرض حكومة أمر واقع فهذا مرفوض من قبل “القوات اللبنانية”.
وشددت على ضرورة تشكيل حكومة تعكس توازنات الانتخابات النيابية، وبالتالي فإنه يحظر التلاعب بهذه النتيجة، وبالرغم من وجود بعض التعقيدات على أكثر من جهة وصعيد، ومن ضمنها ما يتصل بالحقائب المسيحية، حيث أن هناك محاولة واضحة من قبل رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل للسيطرة على كمية واسعة من الوزراء والحقائب التي لا يحق له فيها، سيما وأن الانتخابات النيابية أفرزت ثنائية مسيحية تنافسية ديموقراطية، بحيث يجب أن يكون عدد الحقائب والمقاعد متوازياً بين القوات والتيار، باعتبار أننا لن نقبل بمحاولة تجاوز المعطى الانتخابي، مشددةً على أن استعجال “حزب الله” وحلفاءه تشكيل الحكومة، مرتبط بظروف إقليمية بحاجة إلى حكومة سريعة يستطيع من خلالها أن يظلل وضعيته السياسية، ومعتبرةً أنه إذا فرض الرئيس سعد الحريري شروطه بالشكل المطلوب دون أن يأخذ بالاعتبار، شروط الأمر الواقع التي سيحاول الفريق الآخر فرضها، فإنه يستطيع التملّص من هذه الشروط، لأن هذا الفريق بحاجة إلى الرئيس الحريري أولاً، وبحاجة إلى حكومة سريعة ثانياً، وبالتالي على الرئيس المكلف أن يضع حدّاً لمحاولاتهم تقطيع أمور معينة، أو وضع العصي في الدواليب. وتوقعت تكثيف الاتصالات بين “معراب” و”بيت الوسط”، مع توسيع مشاورات تشكيل الحكومة.