كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:
التعبير عن الرأي في العمل أمر جيّد، عندما تقترحين طرقاً لتحسين العمل أو تشاركين الزملاء بمعلومات إكتشفتِها. في المقابل، هناك مواقف وسيناريوهات تستدعي الهدوء والتريّث واحتفاظكِ بأفكاركِ لنفسكِ دون التفوّه بكلمة.
«إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب». نعم، للصمت إيجابيّات وأهميّة في بعض المواقف، وقد كثرت الأقوال والحكم المشدّدة على أهمّية الصمت وقلّة الكلام وانتقاء الكلمات ومعرفة المواقف التي تستدعي الصمت. وإليكِ مواقف مهنية، إقفال فمكِ فيها يجنّبكِ الكثير من المتاعب.
جدال رؤسائكِ
وجود العديد من المدراء يؤدّي إلى اندلاع جدال أو حتّى شجار فيما بينهم أحياناً. إذا ما وُجدتِ في نفس الغرفة معهم ودار جدال، فأنتِ في موقف لا تُحسَدين عليه، خصوصاً عندما يميل كلّ واحد منهم إلى السيطرة وفرض نفسه وآرائه ورغباته. في هذه الحال، من المستحسَن أن تبقَي خارج هذا الصراع، وتتجنّبي الوقوف طرفاً مع أيّ منهم، حتى لو طلبَ منكِ أحدهم ذلك، أو حاول اقحامكِ في الجدال. انتبهي، فرأيكِ قد يثير نفور أحد الأطراف، وينقلب سلباً عليكِ.
زملاؤِك «يعرفون كل شيء»!
هناك نوع من الزملاء في العمل يميلون إلى التباهي ويصرّون على أنهم دائماً على حق، ما قد يدفعكِ إلى الجنون من تصرفاتهم. من غير المجدي الدخول في حوار معهم بينما تعلمين أن كلّ ما يقولونه كذب أو مبالغ فيه، فهناك احتمال كبير أن تقع كلماتكِ على آذان صمّاء.
من الأفضل لكِ أن تستمعي إليهم وتعبّري لهم عن رأيكِ بدبلوماسية حتّى لا تتعرّضي لغضبهم، خصوصاً إذا كانوا من أصحاب النفوذ في العمل.
النميمة
“القيل والقال” يحتلّ جزءاً كبيراً من يوميات العمّال والموظفين. لكن، انتبهي، من الحكمة أن تتجنّبي الثرثرة على زملائكِ ومدرائكِ في العمل. مِن حيث لا تدرين قد ينقل السامعون معلوماتكِ وآرائكِ إلى مَن لا يجب أن يسمعها، ما يلطّخ سمعتكِ كونكِ تتحدّثين في سبيل المتعة أو الانتقام أو حتّى «فشّ الخلق». فإذا وُجدتِ وسط محادثة حيث يحطّم زملاؤك شخصاً آخر، عليكِ الخروج من هذا المكان أو أقله الصمت، فالصمت يعكس احترافكِ.
تشتكين لأيٍّ كان
طلب ربّ عملكِ منكِ إنجاز مشروع في اللحظات الأخيرة، قبل عطلة نهاية الأسبوع، أو أوعز لكِ بإتمام مهمة غير منطقية ويصعب إنجازها. بغض النظر عن هذه التفاصيل، من المهم أن تقاومي الرغبة في الشكوى أمام رئيسكِ أو زملائك. اعتمادكِ أسلوب التذمّر والنق سيجعلكِ تبدين تافهة وسلبية. عوضاً عن ذلك، اجلسي بهدوء مع مديركِ واطلبي مناقشة المسألة باحتراف، دون أن تشتكي.
تلقيتِ عرضَ عمل لم توافقي عليه بعد
إذا كنتِ تبحثين عن وظيفة أخرى، يكون تلقيكِ عرض عمل جديداً أشبه بإنجاز ضخم. من الطبيعي أن ترغبي بنشر الخبر وبالاحتفال بهذه المناسبة. لكن، من الأفضل أن تكتمي مستجدّات حياتكِ وتحتفظي بأخباركِ المهنية لنفسكِ إلى أن تقرّري الاستقالة رسمياً من عملكِ الحالي. فإذا انتشر الخبر وسمع مديركِ عن هذا العرض من خلال الزملاء، ربما قرّر فصلك من العمل قبل أن يُنجَز العرض الجديد وينضج، ما يؤذيكِ ويعكّر عليكِ فرحك.
ينتقدكِ مديركِ
ربما فشلتِ في تلبية توقعات رؤسائك بشأن مشروع معيّن، أو عمّمتِ تقريراً مليئاً بأخطاء كان بالإمكان تجنّبها. إذا علّق مديركِ على هفواتكِ بشكل بنّاء سعياً وراء تحسين نوعية وجودة العمل، فلا تجادليه ولا تقاطعي كلامه، بل استمعي إليه، حتّى لو تفوّه بكلمات جارحة. صمتكِ يدلّ على أنّكِ تتقبّلين النقدَ البنّاء، ويُظهر مدى نضوجكِ واحترافكِ المهني. لذا إبقي هادئة، وفكّري بعقل منفتح.
وتذكري، أنّ الصمت فنّ لا يتقنه كثيرون، واختيار الفرد لكلامه وحديثه وعباراته مهم وضروري. فإدراكُكِ الوقت أو الموقف الذي يجب عليكِ الصمت فيه يمكن أن يجنّبكِ المتاعب ويساعدكِ على التقدّم في العمل.