Site icon IMLebanon

العشوائية تُهدِّد «الدولار الملك»

كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”: 

ما زالت سياسات الرئيس الأميركي «دونالد ترامب تستنفد القناعة العالمية بأنّ أميركا هي الشريك التجاري والعسكري الافضل والجدير بالثقة، الأمر الذي بدأ يضعف ثقة المستثمرين ويزيد الخوف والقلق من استمرار استخدام «ترامب» للدولار كسلاح للتفوّق على الدول الاخرى، أكثر منه تسهيل واستقرار الانظمة المالية والتجارية العالمية.

يتربّع الدولار على عرش العملة الاولى وبلا منازع في التعاملات المالية الدولية، كما يلعب دور الملاذ الآمن الاول للمستثمرين في مختلف انحاء العالم. إلّا أنّ سياسات الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» الحالية تؤسس لزوال امتيازات العملة الاميركية، فقد أعلن ترامب أكثر من مرة تأييده لدولار ضعيف في ردّ على الدول التي تعتبر أنّ علاقاتها التجارية غير عادلة مع الولايات المتحدة الأميركية، ما يدفعها الى سياسات إضعاف عملاتها لزيادة صادراتها.

ومن شأن قرارات ترامب المفاجئة والعشوائية تهديد مكانة العملة الأميركية في التعاملات النقدية، وزعزعة الاستقرار المالي العالمي.

عادة، وخلال الاضطرابات أو التقلبات في الاسواق المالية العالمية، يتوجّه المستثمرون بقوة إلى سوق السندات الأميركية، نظراً لحجمه الهائل وقوته، إلّا أنّ هناك سبباً آخر أكثر أهمية وهو هيمنة الدولار على سوق التمويل العالمي.

ويجري حالياً تسعير نسبة كبيرة من المعاملات المالية الدولية وتسويتها بالدولار، وقد يتغيّر ذلك بسرعة إذا شعر المستثمرون أنّ السياسات المالية الأميركية العبثية ستؤدي إلى زيادة التقلبات وإضعاف قيمة الدولار.

وعلى صعيد آخر تزداد التحديات التي تواجه العملة الأميركية، مثل انخفاض تكلفة التعامل بالعملات الأخرى وارتفاع قيمة عملات الأسواق الناشئة مثل اليوان الصيني، الذي يقلّل من سيطرة الدولار على تسوية المعاملات الدولية، كما أنّ كوريا الجنوبية والصين تجريان الآن معاملات تجارية باستخدام عملتيهما بدلاً من الدولار كعملة وسيطة، فضلاً عن تراجع سيطرة الدولار على عقود النفط وغيره من السلع الأخرى.

وعليه، تدفع سياسات الرئيس الأميركي «دونالد ترامب العالم الى اعتبار أنّ أميركا لم تعد الشريك التجاري والعسكري الافضل، الأمر الذي قد يضعف ثقة المستثمرين ويجعل الخوف والقلق يسيطران من استمرار استخدام «ترامب» للدولار كسلاح للتفوّق على الدول الاخرى.

بورصة بيروت

جرى امس تداول 115149 سهماً بقيمة 0.96 مليون دولار في بورصة بيروت الرسمية، وذلك من خلال 47 عملية بيع وشراء لأربعة انواع من الاسهم، والتي تراجعت جميعها. وفي الختام، تراجعت قيمة البورصة السوقية 1.24% الى 10.98 مليارات دولار، أما نشاط الاسهم فكان على التوالي:

-1 سوليدير الفئة ب التي تراجعت 2.70% الى 8.27 دولارات مع تبادل 84272 سهماً
-2 سوليدير الفئة أ التي تراجعت 1.41% الى 8.35 دولارات مع تبادل 28137 سهماً
-3 شهادات إيداع بنك بلوم وتراجعت 0.17% الى 11.20 دولاراً مع تبادل 2340 سهماً
-4 بلوم العادية التي تراجعت 4.54% الى 0.501 دولار مع تبادل 400 سهم.

أسواق العملات

بلغ اليورو أدنى مستوى في ستة أشهر ونصف الشهر أمس، منخفضاً لليوم الثالث على التوالي في الوقت الذي تشهد أسواق السندات الإيطالية عمليات بيع جرّاء تنامي المخاوف السياسية هناك، ممّا يدفع المستثمرين للتخلّي عن العملة الموحدة.

ووضع الرئيس الإيطالي البلاد على مسار إجراء انتخابات مبكرة يوم الاثنين، بتعيينه مسؤولاً سابقاً بصندوق النقد الدولي كرئيس مؤقت للحكومة، مع تكليفه بالتخطيط لإجراء انتخابات مبكرة وإقرار الموازنة القادمة.

ويساور الأسواق المالية القلق بشأن الانتخابات، التي قد تُجرى في آب وقد تكون أشبه باستفتاء على دور إيطاليا في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، وربما تعزّز موقف الأحزاب المشكّكة في اليورو أكثر.

وانخفض اليورو لِما دون 1.16 دولار للمرة الأولى في ستة أشهر ونصف الشهر يوم امس، متراجعاً 0.3 بالمئة. ومقابل الفرنك السويسري انخفض اليورو بنفس النسبة إلى 1.1528 فرنك.

وتراجع اليورو ما يزيد على 4 بالمئة منذ بداية الشهر، وهو بصدد تسجيل أكبر انخفاض شهري في أكثر من ثلاث سنوات وفقاً لبيانات تومسون رويترز.

ومع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية، خسرت العملة الأميركية نحو 0.6 بالمئة لتنزل إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 108.730 ينّات.

وارتفع الدولار لفترة وجيزة إلى 109.830 ينّات يوم الاثنين، في الوقت الذي بَدا أنّ خطط عقد قمة أميركية كورية شمالية قد عادت إلى مسارها، لكنّ الارتياح سرعان ما غطّت عليه المخاوف السياسية في منطقة اليورو.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، نصفاً بالمئة إلى 94.70 ليبلغ أعلى مستوى في ستة أشهر ونصف الشهر.

الاسهم العالمية

تراجعت العقود الآجلة في الولايات المتحدة يوم امس، مع تسبّب المخاوف الجيوسياسية في أوروبا بقلق المستثمرين وعودة التجّار من عطلة نهاية الأسبوع التي استمرت ثلاثة أيام.

إنخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 19 نقطة أو 0.70% لتصل إلى 2,699,25 اعتباراً من الساعة 6:44 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (10:44 بتوقيت غرينتش)، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز 173 نقطة أو 0.70% لتصل إلى 24557.0. وفي الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بمقدار 36 نقطة أو 0.52% لتصل إلى 6924.75.

دخلت الأسواق الأوروبية يومها الثاني من عمليات بيع الأسهم مع استمرار الأزمة السياسية الإيطالية، بينما في إسبانيا، يواجه رئيس الوزراء ماريانو راخوي تصويتاً بسحب الثقة يوم الجمعة بسبب أحكام فساد لأشخاص مرتبطين بحزبه.

على الجانب الآخر، إنخفض سهم بنك أوف أميركا بنسبة 2.69%، بينما انخفض سهم شركة نوكيا كورب بنسبة 5.05% كما انخفض سهم باركليز بي إل سي بنسبة 3.76%.

في أوروبا كانت الأسهم منخفضة، فتراجع مؤشر داكس الألماني 192 نقطة أو 1.94%، بينما تراجع مؤشر كاك 40 في فرنسا 78 نقطة أو 1.42%.

وفي لندن إنخفض مؤشر فوتسي 100 بمقدار 103 نقاط أو 1.34%. وفي الوقت نفسه، خسر مؤشر يورو ستوكس 50 في عموم أوروبا 56 نقطة أو 1.63%، بينما انخفض مؤشر إيبكس 35 في إسبانيا 240 نقطة أو 2.46%.

النفط

تباينت أسعار النفط، لكنها ظلّت تحت ضغط جرّاء التوقعات بأن تضخ السعودية وروسيا مزيداً من الخام لتخفيف أثر نقص محتمل في الإمدادات.

وارتفع خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 0.94% إلى 76.03 دولاراً للبرميل، بعدما بلغ عند التسوية السابقة أدنى مستوياته منذ 8 أيار عند 75.30 دولاراً للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.18% إلى 67.08 دولاراً للبرميل، لتقبع قرب أدنى مستوياتها منذ 17 نيسان.

الذهب

نزل الذهب مع استمرار الدولار القوي في الضغط على السوق، وسط تجدد الآمال بعقد اجتماع القمة المزمع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.73% إلى 1294.20 دولاراً للأونصة.

ونزل السعر الفوري للفضة 1.25% الى 16.39 دولاراً للأونصة، وصعد البلاتين 0.3% إلى 904.10 دولارات للأونصة، في حين تراجع البلاديوم 0.8% الى 979.5 دولاراً للأونصة.