IMLebanon

الحريري ليس في وارد الاستجابة لكل المطالب

باشر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري المرحلة الأصعب في مهمته، وهي التنقل بين حقل واسع من الألغام، بحثاً عن التوليفة الوزارية لحكومته الثالثة، والثانية توالياً في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، في وقت قد لا تكون حسابات الحريري المتفائل جداً، متطابقة مع حسابات الحقل للقوى السياسية التي أمطرت الرئيس المكلف بكم هائل من المطالب والشرط الاستيزارية خلال الاستشارات، ما يجعل الأمور على درجة كبيرة من التعقيد الذي قد يمنع الحريري من إنجاز مهمة تشكيل الحكومة في وقت قريب، إلا في حال تراجعت هذه القوى عن مطالبها، واقتنعت بالحد الأدنى منها الذي يسمح بولادة قريبة للحكومة قد لا تتجاوز عيد الفطر المقبل.

واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لصحيفة “السياسة” الكويتية، من أوساط موثوقة تسنى لها الاطلاع على مشاورات ما بعد الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الحريري، فإن الأخير يعتقد أنه ليس في وارد الاستجابة لكل المطالب التي قدمت إليه من الكتل النيابية، وبالتالي سيحاول التوفيق بين هذه المطالب ضمن المعقول، في إطار تشكيلة متوازنة تمثل غالبية الأطراف السياسية وتعكس في مكانٍ ما، ما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية، بعد التشاور في الحقائب والأسماء مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي ترجح المعلومات حصوله بالتوافق مع الرئيس المكلف على كتلة وزارية من ثلاثة وزراء موزعين على الطوائف الأساسية.