IMLebanon

د. هاني صافي لـIMLebanon: “صارت حبراً” توثيق لـ5 سنوات من تاريخنا

في عز “الدوار” الإعلامي والصحافي وأصوات النشاز التي تكاد تطغى على هذا المشهد، لا زال “مناضلون” أكفاء يحاولون بشتى الوسائل توسيع بقعة ضوء تؤكد أن احترام المتلقي وحمل الأمانة المهنية لا يجب أن يغيبا. ولا يمكن سوى إدراج آخر أعمال الإعلامي والباحث الدكتور هاني صافي، مدير عام كلية الإعلام الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، في إطار هذه الجهود. ففي حفل حاشد برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي، وقع د. صافي كتابه الجديد “صارت حبراً.. أدب المقالة الإذاعية” في حضور عدد كبير من الشخصيات الإعلامية والسياسية والفنية والطلاب.

“صارت حبراً” توثيق مكتوب لمسلسل مقالات أسبوعية إذاعية بثت خلال 5 سنوات عبر أثير إذاعة “صوت لبنان – 93,3” من إعداد وتقديم صافي تحت عنوان “بلا ضوابط”، في حدث يشهده لبنان والعالم العربي للمرة الأولى. ويغطي الكتاب الفترة بين 2011 و2015 بما تضمنتها من مقالات أدبية إذاعية تناولت شتى المواضيع التي طبعت لبنان والعالم العربي في هذه الفترة الحاسمة من التاريخ.

ويوضح صافي في حديث لموقع IMLebanon ان فكرة جمع هذه المقالات الأدبية الاذاعية في كتاب ولدت من طلب الكثير من المستمعين لـ”بلا ضوابط” الذين أرادوا مرجعاً لهم خصوصاً وأن هذه المقالات الصوتية تناولت مواضيع لامست حاجات المواطن بأبعادها المتنوعة. ويقرّ بصعوبة اتخاذ هذا القرار، لكن في النهاية “قمنا به ومش الحال”.

الكتاب حسب صافي يعتبر بمثابة فترة توثيقية لـ5 سنوات من المواضيع التي شغلت الرأي العام وتركت تأثيرها من خلال المقالات التي تتضمن في النهاية خلاصة يستفيد منها المستمع والآن القارئ. اما المواضيع فتشمل نواحٍ عدة بدءاً من انطلاق “الربيع العربي” وما تلاها وما تخللها، إضافةً إلى المشاكل والمواضيع التي واجهها لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى تربوياً وثقافياً وبيئياً.

وأبعد من الأهمية التوثيقية الكبيرة، يهدف الكتاب الى الإضاءة على أدب المقالة الإذاعية الذي كان يعاني من الإهمال على اقل تقدير وحتى يكاد يندثر بعد فترة من مرور أسماء كبيرة قدمت هذا النوع الادبي مثل جورج جرداق. فالمقالة الأدبية الاذاعية كما يشرح صافي يجب ان تراعي متطلبات عدة أهمها مخاطبة الأذن فقط لا غير ما يطرح تحدياً وصعوبة خصوصاً وأن هناك سهولة بتشتت المستع ولذلك فإن الايجاز ضروري الى جانب اعتماد لغة سهلة غير معقدة وجمل غير طويلة بعيداً عن الالفاظ غير المألوفة، مشدداً على الجمالية الكبيرة للمقالة الاذاعية.

ويؤكد الدكتور صافي ان الإذاعة لم تفقد دورها بل لا زال لها جمهورها ومتابعوها وبالتالي لمَ لا يكون لديها مقالة مختصة بها ذات مستوى أدبي بدل ان تكون مسطحة كما هو حال معظم الأمور في البلد؟

ويعد صافي بإصدار جزء ثانٍ من “صارت حبراً” يجمع السنوات اللاحقة من “بلا ضوابط”، متوقعاً عام 2021 موعداً لطبعه.