كتبت جويل رياشي في صحيفة “الجمهورية”:
منشأة بيئية جديدة أبصرت النور في قرية كفرحزير في الكورة (شمال لبنان)، هي «معمل الكورة للوقود الحيوي»، الممول من الاتحاد الأوروبي، والمنفذ من برنامج اقتصاد البيئة والطاقة في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند، بالشراكة مع اتحاد بلديات الكورة ومجلس إنماء الكورة.
يوفر المعمل فرصة عمل سنوية لـ 5 أشخاص، يتولون تحويل قطع من الكتل الحيوية التي تجمع من أغصان أشجار الزيتون وأوراقها وبقية الأشجار في الغابات بعد تشحيلها وتقليمها، لاعتمادها على التدفئة في فصل الشتاء، كبديل عن الوقود الاحفوري. ويصل الإنتاج سنويا الى 700 طن من الحطب المصنع.
كذلك يؤمن المشروع ايضا فرص عمل موسمية للعمال الذين يشاركون في تقليم الأشجار ونقل بقاياها.
أعدت دراسة المشروع مديرته د.سابين سابا من معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند.
وبلغت كلفته 750 ألف يورو، وتولى الاتحاد الأوروبي تغطية 600 ألف منها، وبدأت الأشغال اعتبارا من أبريل 2015.
واختار الاتحاد الأوروبي الدراسة التي حملت اسم «سابيوب» التي أعدتها سابا من بين 160 فكرة ومشروعا قدمت إليه.
وألحقت الفكرة ببرنامج «سوديب» الإقليمي التابع للاتحاد الأوروبي.
وتستفيد 42 قرية في قضاء الكورة من المشروع.
ويبلغ عدد سكان اقضاء 85 ألفا في الصيف، و70 ألفا في فصل شتاء.
بينما تبلغ المساحات الخضراء في القضاء 11 ألف هكتار موزعة بين بساتين الزيتون (نسبة الثلثين) والأشجار الحرجية الأخرى.
وفي طريقة الوصول الى الحطب المصنع، يتم اولا تأمين المواد الاولية من بقايا تقليم الاشجار، ثم تقطيعها وتجفيفها وضغطها لتتحول الى قطع تستخدم للتدفئة.
وفي ذلك إنزال ثقل شراء مادة المازوت التي يرتفع سعرها في فصل الشتاء عن كاهل المواطنين، فضلا عن الفوائد البيئية، وخفض خطر التلوث.
أما على صعيد الاحراج فيساهم المشروع في خفض خطر الحرائق، وخفض مستوى انبعاث الملوثات والغازات الدفينة الناتجة عن استخدام الوقود الاحفوري.
كذلك يضع خطة لتأمين الاستدامة وإمكانية زيادة معدل الإنتاج.
ويتطلب ايضا تدريب موظفين من اتحاد بلديات القضاء والموظفين فيه وبعض المزارعين. ويؤدي الى تبدل في المناخ من النواحي الايجابية واستخدام الطاقة المتجددة.
وأقيمت في المراحل الاولى من المشروع دورات تدريب لملاكي الاراضي والمزارعين، بمشاركة ممثلين عن وزارة الزراعة ووزارة البيئة ووزارة الداخلية ووزارة الطاقة ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية والمركز اللبناني لحفظ الطاقة.
يبقى ان المشروع أبصر النور، والعبرة في الحفاظ عليه وتعزيز اللجوء الى الطاقة البديلة، وتعميم الثقافة البيئية على الناس من خلال الحفاظ على الثروة الحرجية، ليبقى ما بقي من لبنان الأخضر والكورة الخضراء.