حذرت مصادر عبر صحيفة “الأنباء” الكويتية من أنه في حال تصاعد الخلاف بين التيار الوطني الحر وخصوصا رئيسه الوزير جبران باسيل والقوات اللبنانية، والذي شهد تطورات في الأيام الأخيرة تنذر بانهيار «تفاهم معراب» انهيارا جديا، فإن ذلك لن يبقى في إطار التعقيد الذي يؤثر بقوة على مهمة رئيس الوزراء المكلف فحسب، بل سيتمدد الأمر نحو إطالة أمد التأليف لأن تداعيات التباين والخلاف على التمثيل الوزاري المسيحي ستؤدي الى فرز سياسي مسيحي أوسع على خلفية حسابات ساخنة خلفتها الانتخابات النيابية الأخيرة.
ومع ازدياد الشرخ بين باسيل وفريقه الوزاري من جهة، ووزراء ونواب «القوات اللبنانية» من جهة ثانية، تصر القوات على تحييد الرئيس ميشال عون عن الصراع مع صهره جبران باسيل، وتعتبر أن مشروعها السياسي يتطابق مع مشروع العهد الذي يقود معركة مكافحة الفساد، وتعزيز المؤسسات وإدخال إصلاحات بنيوية على هيكلية الدولة، والتمسك بالعلاقة مع الرئيس عون، خصوصا أنه لم يصدر من الأخير أي موقف سلبي ضد القوات وكتلتها النيابية. وفي المقابل، تؤكد مصادر القصر الجمهوري أن الرئيس عون متمسك ببقاء تفاهم معراب، والمحافظة عليه، ورأت أن التباين القائم بين القوات والتيار الحر لن يؤثر على علاقة الرئيس عون بالدكتور جعجع، وأي من القوى السياسية الأخرى، معتبرة أن التباين السياسي أمر طبيعي في الحياة الديموقراطية، ومن المناسب معالجته من أجل مصلحة الجميع والبلد، لكن هذا التباين لن يتحول إلى خلاف يقوض التفاهمات الوطنية».
وتؤكد مصادر قريبة من القوات أن ردات فعل الوزير جبران باسيل التصاعدية في وجه القوات مردها إلى مفاجآت ثلاث:
1- الحجم الشعبي للقوات وعدم تقبله الأمر الواقع، بدليل هجومه عليها في اليوم الأول لصدور نتائج الانتخابات بدلا من تهنئتها.
2 ـ رد فعل الحريري الذي سارع إلى بدء حملة تطهير في تيار المستقبل استهلها بمدير مكتبه وابن عمته نادر الحريري الصديق الأكبر الشخصي والسياسي لباسيل وكاتم أسراره على صعيد تنظيم الملفات السياسية الداخلية والتركيبات المستقبلية.
3 ـ عودة العلاقات شبه طبيعية بين القوات وتيار المستقبل بعد محاولاته المتعددة للتفريق بينهما، مستغلا الأزمة التي نشأت بين الحريري والسعودية، وإقناعه بتورط القوات مباشرة فيها.
أما عن نشر «الورقة السرية» الموقعة بين القوات والتيار الوطني، فتقول مصادر متابعة «إن القوات ليس من مصلحتها في المرحلة الحالية إظهار هذه الورقة، وفي حال فعلتها فلن تكون الخطوة سهلة عليها لأنها تعني خطوة «اللاعودة» وكسر الجرة مع العهد. وتؤكد هذه المصادر أن «مصلحة القوات هي في الإبقاء على الحد الأدنى من التفاهم المسيحي ـ المسيحي بعد كل ما تحقق».