كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: على وقع تصاعد التوتر الأميركي – الإيراني من دون بروز أي مؤشر على بادرة لتخفيف الاحتقان، كشفت محافل أمنية وسياسية إسرائيلية عن نقلة نوعية في العتاد الإسرائيلي بعد أن أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب موافقته في الأيام الأخيرة على خطة أميركية واسعة النطاق لإعداد الدولة العبرية وجيشها لمواجهة عسكرية محتملة مع إيران.
ونقل موقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي عن مصادر عسكرية في واشنطن قولها إن الخطة تشمل زيادة وتوسيع عدد الوحدات العسكرية الأميركية في إسرائيل بشكل منتظم، وزيادة قدرة إسرائيل على التصدي للصواريخ البالستية الإيرانية.
كما ستزود الولايات المتحدة سلاح الجو الإسرائيلي بعدد كبير من طائرات «بوينغ KC-46» للتزود بالوقود في الجو، التي ستمكن المقاتلات الإسرائيلية من العمل لفترة أطول وأكثر مرونة في الأهداف التي تقع على مسافات بعيدة من إسرائيل، في إشارة واضحة إلى مواقع إيرانية محتملة.
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما رفض توفير إمدادات إضافية من هذه الطائرات لإسرائيل، كجزء من سياسته لتقليل احتمال وقوع هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
جاء هذا التطور (وكالات)، فيما أعربت فرنسا عن قلقها من قرار إيران زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم، إذا انهار الاتفاق النووي، معتبرة أن الخطوة تقترب من «الخط الأحمر».
وغداة إعلان طهران أنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخطط «مبدئية» لإنتاج المواد اللازمة لتشغيل أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، في حديث لراديو «أوروبا 1» إن «هذه المبادرة ليست محل ترحيب. إنها تبدي نوعاً من الاستفزاز. من الخطر دوماً اللعب بالخطوط الحمراء. لكن الخطوة… ما زالت في إطار اتفاق فيينا» النووي، في إشارة إلى أن الخطوة الإيرانية لا تعد انتهاكاً للاتفاق الموقع بين إيران والدول الكبرى سنة 2015، وانسحبت الولايات المتحدة منه في 8 مايو المناضي، فيما تحاول الدول الأوروبية (الموقعة عليه وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا) إنقاذه بالتعاون مع الدولتين الأخرتين الموقعتين عليه، روسيا والصين.
وأضاف لو دريان: «إذا ذهبوا إلى مستوى أعلى فسيخرقون الاتفاق، ولكن عليهم إدراك أنهم إذا فعلوا ذلك فسيعرضون أنفسهم لعقوبات جديدة ولن يبقى الأوروبيون بلا حراك»، مشيراً إلى أن طهران تنفذ التزاماتها حتى الآن.
وأدلى وزير الخارجية بموقفه صباح أمس بعد ساعات من تحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أول من أمس، في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، جميع الأطراف من «تصعيد» قد يؤدي الى اندلاع «نزاع»، بعدما أعلنت إيران خطة لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
وأكد ماكرون مجدداً تمسك الأوروبيين بالاتفاق النووي مع إيران، قائلاً: «(عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة). الاتفاق النووي غير كاف وأنا أقر بذلك، لكنه أفضل مما كان لدينا من قبل والاستخبارات الاسرائيلية برهنت على ذلك»، مشيراً ببعض السخرية إلى الوثائق التي كشفها نتنياهو أخيراً بشأن البرنامج النووي الايراني.
ورأى نتانياهو رداً على ذلك انه سواء أبقى الأوروبيون أو لم يبقوا على الاتفاق، فإن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على ايران يمكن ان تدفع طهران الى التفاوض.
وقال: «لم أطلب من الرئيس ماكرون الانسحاب من الاتفاق. أعتقد أن الحقائق الاقتصادية ستجد حلا لهذه المشكلة»، في إشارة ضمنية الى أن الشركات الاوروبية لن تجرؤ على الأرجح على تحدي العقوبات الاميركية التي تحرم ايران من الموارد.
ودعا نتنياهو، الذي اختتم أمس جولته الأوروبية بزيارة بريطانيا، بعد زيارتين مماثلتين لباريس وبرلين، إلى «ممارسة ضغوط قصوى على إيران للتأكد من أن برنامجها (النووي) لن يؤدي إلى أي شيء».