IMLebanon

الغرب يحذر لبنان من الانتحار الذاتي

أظهرت معطيات الأيام الأخيرة وما رافقها من تطورات وملفات طغت على التشكيل وهمومه، لا سيما ملابسات مرسوم التجنيس وتعقيداته، أن لا حكومة في العيد ولا بعده على الارجح، خصوصا ان الرئيس الحريري سيتوجه الى موسكو منتصف الجاري للمشاركة في حفل افتتاح “المونديال” حيث سيعقد على هامش الحفل سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الدوليين الذين يحضرون حفل الافتتاح كون بلدانهم مشاركة في كأس العالم لكرة القدم، من بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والارجح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون او وزير الخارجية جان ايف لودريان وغيرهم.

وتبدو الحكومة مرجأة على الاقل الى الشهر المقبل، بخاصة ان اي مسودة اولية للتشكيلة العتيدة لم تصدر بعد.

وتستغرب أوساط دبلوماسية غربية عبر “المركزية” ان تبقى البلاد من دون حكومة بعد اسبوعين على التكليف في ظرف يدرك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري مدى دقته والحاجة الملحّة لاكتمال عقد السلطة التنفيذية واستثمار المناخ الايجابي الذي اوجدته مؤتمرات الدعم الدولية للبنان من روما2- الى “سادر” وبروكسل والافادة من هذا الزخم في مجال محاولة انتشال البلاد الغارقة في ازماتها حتى العظم والتي اطلق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة صرخة مدوية لإنقاذها عبر تشكيل الحكومة سريعا، من دون ان يلقى حتى الساعة آذانا صاغية.

وتضيف الأوساط، “أيعقل ان تتلهى الدولة من اعلى هرم السلطة الى أخمص قدميها بمرسوم تجنيس، ليس الوقت وقته ولا المكان مكانه، بمعزل عن اهدافه وما يعتريه من شوائب، فيما يُترك تأليف الحكومة للأقدار، في حين كان يفترض ان تفتح قنوات التواصل وتعقد الاجتماعات من دون انقطاع وصولا الى تأليف حكومة”.

وتصف الأوساط وضع البلاد اليوم بـ “بحال انتحار ذاتي” بعدما اظهرت نتائج الانتخابات النيابية امتعاضا ورفضا شعبيين لطريقة ادارة البلاد والتي إن لم يسارع المعنيون الى تقويم اعوجاجها في أسرع ما يمكن عبر الاسراع في تشكيل الحكومة، فإنها ستقود لبنان ومن فيه الى انهيار حتمي.

وتختم بالدعوة الى صحوة وطنية شاملة تضع حدا لاستنزاف الدولة ودفعها عنوة نحو الافلاس الاقتصادي والاجتماعي بعدما باتت في حال افلاس سياسي.