أشار اللواء أشرف ريفي إلى أن “الانتخابات النيابية وما جرى فيها من تزويرٍ فاضح وتجاوزاتٍ بكل الأعراف، لم يحدث مثيلاً لها اثناء الوصاية السورية على لبنان. ويبدو أن هذا الأسلوب هو جزءٌ من سياقٍ عام بدأ بالتسوية الرئاسية وتجسَّد في تركيبة الحكومة الحالية وبلغ ذروته في القانون الإنتخابي الهجين والعجيب وفي هندسة نتائج الانتخابات النيابية بما يؤدي الى إستعادة مجلس نواب ما قبل العام 2005 بكافة رموزه وأركانه.”
وقال ريفي خلال مؤتمر صحافي: “لا بدًّ لي أن أتوجه بكلمة شكر للمواطنين الشرفاء الذين أدّوا واجبهم الإنتخابي بقناعة ووطنية وترفُّع عن الصغائر مهما كان خيارهم. كما أتوجه بالشكر الى أهلي في طرابلس والمنية والضنية الذين اقترعوا للائحتنا. وأعتذر منهم عمّا بدر من السلطة القائمة من إجراءاتٍ وتجاوزات لم يسبق لسلطةٍ أخرى أن قامت بما يماثل ما شهدناه في هذه الدورة الإنتخابية.”
وأردف: “لم يُفاجأ اللبنانيون بالمرسوم الفضيحة، مرسوم التجنيس لرجال النظام السوري وأذرعته المالية والإستثمارية وهم من أكبر رموز الفساد والإفساد.”
وقال: “كنا نسمع عن رفض التوطين للسوريين في لبنان وفوجئنا بمحاولة طرد الفقراء السوريين وتجنيس أصحاب رؤوس الأموال المشبوهة. نعلم أن دستورنا وحفظاً للقضية الفلسطينية يمنع تجنيس الأخوة الفلسطينيين، ورأينا ان عدداً كبيراً منهم قد جُنِّس في المرسوم الأخير.”
ولفت إلى أن “الحرية في لبنان مهددة والديمقراطية في لبنان مهددة أيضاً كما لم تتهدد من قبل وكأننا أمام تهديدٍ جدّي للمكونات الأساسية لهذا الوطن”، معتبراً أن “الحرية والديمقراطية هي إحدى عِلل وجود هذا الوطن وهي التي تجعل منه قيمةً مضافةً أو الوطن الرسالة.”
وتابع: “الكل يعلم أن السلطة بكل أجهزتها تواجه أخصامها وتلاحقهم ضاربةً عرض الحائط إمكانية أن تسمع الصوت الآخر أو أن تقبل الصوت الآخر ويبدو أنها من كَثرة فسادها وارتكاباتها تخشى أن يأتيَ يوم لتُحاسبَ على أفعالها. ونذكِّر هذه السلطة بالمقولة الشهيرة “لو دامت لغيرك لما آلت إليك”.
وأشار ريفي إلى أنه “خلال الإنتخابات شهِدنا أرقاماً متضاربة لعدد الناخبين في لوائح الشطب وكان الفرق كبيراً جداً ويتجاوز الـ500 ألف صوت وكان الملفت أن الفارق بين الرقمين في دائرة البقاع الشمالي يتجاوز ال 317 ألف صوت وفي دائرتنا دائرة الشمال الثانية، كان يقارب ال 66 ألف صوت”، قائلاً: “وهنا نتساءل “في أيةِ دولة نحن”. كما نتساءل: لماذا هذا الفارق في الأرقام؟ إنه هامش التزوير، تركته وزارة الداخلية ليمنع “حزب الله” أي مرشح شيعي مستقل من خرق لوائحه، وليمنع أركان السلطة أي مرشح معارض لها من النجاح في دائرتنا.”
وأكد أن “المعركة طويلة ونحن سنبقى نتمسك بخَيار الدولة ومؤسساتها في مواجهة خَيار دويلة الفساد والإفساد والفاسدين”، وقال: “نعم، المعركة طويلة والطعن الذي نقدمه هو جولةٌ من جولاتِ هذه المعركة التي نريدها ديموقراطية سلمية”، مضيفاً: “نحن طلابُ العيش الرغيد والعيشِ بكرامة، نحن أهلُ عِزةٍ وكرامة، أهلُ موقفٍ وثَبات.”
وشدد ريفي على انها “لن تتوقف مسيرتنا عند إنتخابات سَرق فيها اللصوص أصواتَنا كما نهبوا أموالَ أولادِنا من خزانةِ الدولة.”
وأردف: “نحن مستمرون بمسيرتنا، فالحقُ بنظرِنا يبقى حقاً والباطلُ لن يكونَ إلا باطلاً وآنيَّاً. لن تتوقفَ مسيرتُنا أمام فضيحةِ سَرِقة أصوات الشرفاء، وما حصل لن يزيدَنا إلا إصراراً وتصميماً على أنَّ هذا الوطن هو وطنُنا ولا يمكن أن يبني هذا الوطن إلا الشرفاء وأهلُ الحقِ والنزاهة.”