لا يزال التمحيص بالأسماء التي وردت في مرسوم التجنيس المثير للجدل يكشف الكثير من المعطيات والمعلومات التي ترسم إطاراً من الشك حول الكثير من الشخصيات التي منحت الجنسية اللبنانية.
وبعد سيل من الأسماء التي ترتبط بالنظام السوري أو بقضايا فساد مشبوهة وأخرى مالية، يلقي IMLebanon الضوء على رجال أعمال من آل حوراني يشكلون إمبراطورية نفطية عالمية ورد اسمهم في مرسوم التجنيس، كما ارتبطت أسماؤهم بملفات يحيط بها الكثير من الغموض.
فبعد نشر مرسوم التجنيس اثر مطالبات سياسية وإعلامية مكثفة، تبين بين اكثر من 400 اسم شملهم التجنيس وجود أسماء كل من عصام صلاح حوراني وزوجته غولشات مختار حوراني من الجنسية البريطانية، وقاسم عبدالله عمر وزوجته هيام صلاح حوراني من الجنسية اليونانية، وحسام صلاح حوراني من الجنسية البريطانية وزوجته وفاء بدران من الجنسية الفلسطينية وولده شادي حسام حوراني من الجنسية الروسية إضافة إلى دفينشي صلاح حوراني من الجنسية الأميركية.
ويملك اثنان من الاشقاء حوراني هما دفينشي وعصام وصهرهما قاسم عمر شركة “كاراتوب” العالمية للنفط محدودة المسؤولية CIOC والتي تحيط بها الكثير من الأسئلة والاتهامات والتي وصلت اصداؤها الى الولايات المتحدة وكازاخستان.
وتشير المعلومات التي تم التداول بها خلال جلسة استماع للجنة العلاقات العامة في مجلس النواب الأميركي عام 2012 الى اكتشاف الاستخبارات الأميركية ان نجل أحد الرؤساء العرب عمل مع دفينتشي حوراني الحاصل على الجنسية الأميركية على الفوز بصفقات نفطية في السودان لصالحة شركة “كاراتوب”. وأفادت بأن الرجلين حصلا على مساعدة من سفير هذه الدولة العربية في السودان للفوز بحقوق 3 بلوكات نفطية، فيما اعتبرت السلطات الاميركية أن دفينشي خرق القانون الأميركي بتدخله بالملف النفطي السوداني وذلك لأن الولايات المتحدة كانت قد فرضت عقوبات على النظام السوداني بسبب انتهاكات حقوق الانسان وخصوصاً مجازر دارفور.
وتنقل مواقع عربية كذلك عن مصادر صحافية اشارتها الى قضية رشوة بطلها الاخوان عصام ودفينشي حوراني بشراكتهما مع نجل الرئيس العربي من خلال “كاراتوب” انتشرت في اسواق عالمية كثيرة مثل اوكرانيا، وكازاخستان، ومونتنغرو والسودان. وتلفت الى ان الاخوة حوراني حصلوا على جوازات سفر دبلوماسية من هذه الدولة على الرغم انهم ليسوا من مواطنيها وليسوا ممثلين رسميين لهذه الدولة.
وبين الدول المذكورة سابقاً تبرز كازاخستان التي تجمعها بإمبراطورية حوراني الكثير من الاخذ والرد الذي وصل الى المحاكم الدولية بسبب قضايا تشابكت بين ما هو عائلي واقتصادي وسياسي.
وتؤكد المعطيات أن عصام ودفينشي وقاسم عمر على علاقة وثيقة براخات علييف وهو رجل أعمال كان يتمتع باتصالات واسعة في أوساط النخبة الكازاخستانية وهو الصهر السابق للرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، الذي سجن بجرائم قتل وتبييض اعمال قبل مقتله بظروف غامضة في النمسا، فيما رفعت “كاراتوب” مجموعة دعاوى من قبل اسرة حوراني ضد كازاخستان التي صادرت ممتلكات الشركة عام 2008 بعدها. وذكرت الشركة في دعواها ان السبب يعود الى نزاع عائلي وسياسي بين الرئيس نور سلطان نزارباييف وصهره آنذاك، راخات علييف، نتيجة لوجود قرابة تجمع بين أسرة حوراني وعلييف حيث ان عصام متزوج من شقيقة علييف. وكانت الشركة حصلت على عقد للتنقيب عن المواد الهيدروكربونية وإنتاجها في 2002 في كازاخستان.
كما تكشف صحيفة The Commentator ان الشقيقين دفينشي وعصام يعيشان حياة باذخة في العاصمة البريطانية لندن يتنقلان بطائرات خاصة ويملكان عددا من الفنادق الفخمة والنوادي الليلية.
ولا تتوقف الأسئلة عند هذا الحد اذ واجه عصام حوراني عام 2014 مجموعة من المتظاهرين امام منزله اللندني عام 2014 متهمين إياه بالمشاركة في مقتل المذيعة التلفزيونية الروسية اناستازيا نوفيكوفا في بيروت عام 2004، وذلك كما هو منشور في تقرير عن صحيفة “دايلي مايل” البريطانية. ونفى حوراني هذه الاتهامات معتبرا انه ضحية حملة لتشويه سمعته، فيما ذكر المتظاهرون ان حوراني تورط مع علييف (الذي توفي بظروف غامضة في النمسا) بالمشاركة في خطف وتعذيب واغتصاب وقتل نوفيكوفا.
يذكر ان نوفيكوفا قابلت علييف حين كان احد مالكي قناة NTK في كازاخستان ولحقت به الى النمسا بعد تعيينه سفيرا هناك، وجمعتهما علاقة عاطفية حسب ما هو وارد في سيرتها عبر “ويكيبيديا” وحملت بطفلة منه على الرغم من زواجه من ابنة رئيس كازاخستان. واجبرت نوفيكوفا على الزواج من دانيار استن وهو احد انسباء علييف العاملين في النمسا ثم أرسلت الى بيروت لانجاب الطفلة. ثم توفت في ظروف غامضة في 19 حزيران 2004 اثر سقطوها من شقتها في بيروت قبل نقل جثتها الى كازاخستان حيث دفت في مكان سري فيما قتل استن في حادث في النمسا عام 2005. وتلا ذلك توتر كبير في العلاقة بين رئيس كازاخستان وعلييف وبالتالي شركة “كاراتوب”…
ويبقى السؤال ما هو الهدف من منح رجال أعمال عائلة حوراني الجنسية اللبنانية خصوصاً وأن انشطتهم كما هو ظاهر أعلاه تحوم حولها ظلال كثيفة من الشك؟ وهل تكشف التحقيقات التي يجريها الامن العام المزيد من المعطيات حول خبايا مرسوم التجنيس وخفاياه؟