كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:
في حين يستمر ضعف الاقتصاد العالمي وتزايد نسبة البطالة العالمية، بدأ البعض يتحدث عن تزايد فرص التوظيف في الولايات المتحدة دون تزايد الطلب على الوظائف. ويواصل ترامب سياسات تعزيز الاقتصاد الاميركي على حساب القاصي والداني متجاوزاً العلاقات الاميركية التاريخية والتقليدية.
تؤدّي الصدمات الناتجة عن قوة الدولار وتوقعات استمرار رفع اسعار الفائدة ضغوطاً متزايدة ليس فقط على الاسواق الناشئة بل وتهدد النظام المالي العالمي.
ويبدو ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب مصمّم على جذب 2.65 تريليون دولار من الاموال النقدية التي تحتفظ بها الشركات الاميركية في الخارج، من خلال برنامج الاصلاح الضريبي. ويشبّه البعض المرحلة الراهنة بحقبة 1981 -1984 في عهد الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان،عندما رفعت السياسات المشابهة الدولار بنسبة 60 %. ويتوقع ان تحوّل الشركات الاميركية العاملة في الخارج الاموال بالعملات الاجنبية الى الدولار بما قيمته نحو 530 مليار دولار .
وهذا الأمر يعزّز ارتفاع سعر صرف الدولار في اسواق القطع العالمية، بما سيؤدي الى ما يشبه العاصفة في هذه الاسواق، ويدفع الدولار الى مستويات غير مسبوقة مقابل اليورو وسلة من العملات الاخرى. ولا يتخوّف الخبراء فقط من التداعيات التضخمية لارتفاع الدولار المبالغ فيه، بل من تهديد ذلك للنظام المالي العالمي ايضاً، اذ ان 60% من الاقتصاد العالمي مدولر. والاسواق الناشئة شديدة الحساسية امام ارتفاعات الدولار، اذ هناك نحو 13.2 تريليون دولار من الديون العالمية المعنونة بالدولار الاميركي.
ويبدو العالم غير جاهز حالياً للتعامل مع المزيد من ارتفاعات اسعار الفائدة والدولار. ومؤخراً تراجع سعر البيزوس المكسيكي 11% خوفاً من فرض الرسوم الاميركية. وتتسع التداعيات عالمياً مع تراجع مؤشر الاسواق الناشئة بنسبة 7% منذ انتخاب ترامب، وتراجع الراند الجنوب افريقي 7%، وهبوط اليوان الصيني الى ادنى مستوى في 6 سنوات الى 6.83 مقابل الدولار.
بورصة بيروت
تراجع مؤشر بلوم للاسهم اللبنانية في البورصة المحلية 1.37% الى 1086.42 نقطة خلال الاسبوع الماضي. وانخفضت القيمة السوقية للبورصة من 10.868 الى 10.71 مليار دولار. استحوذ القطاع المصرفي على 94.44% من حجم نشاط البورصة. وانخفضت شهادات واسهم بنك بلوم بنسبة 1.11% و 2.35% الى 10.70 و 10.50 دولار على التوالي. وانخفضت شهادات واسهم بنك عودة بنسبة 0.36% و 3.22% الى 5.58 و 5.42 دولار على التوالي. وارتفع سعر اسهم بنك بيروت الفئة (ه) 0.60% وبيبلوس فئة 2009 بنسبة 1.05% الى 25.15 و 96 دولارا اميركيا. وزاد سعر اسهم هولسيم 3.79% الى 15.60 دولارا. وتراجعت اسهم سوليدير الفئة أ و ب بنسبة 1.58 و 1.82% الى 8.12 و 8.1 دولار على التوالي.
اسواق العملات
تكبّد الدولار أكبر خسارة أسبوعية له في 11 أسبوعا بينما ارتفعت العملات التي تعتبر ملاذات آمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري، مع تحوّل الأسواق إلى وضع الترقّب والانتظار قبيل أسبوع حافل بالأحداث.
وعمد المستثمرون إلى تقليص الرهانات عالية المخاطر بعد مكاسب لثلاثة أسابيع في الأسهم والأصول عالية العائد وذلك قبيل اجتماع مجموعة السبع المقرر في كيبيك يوم الجمعة مع ما شابته التوترات.
ووسط توقعات زيادة الفائدة الأميركية هذا الأسبوع، واجتماع البنك المركزي الأوروبي، والتصويت على مشروع قانون في خصوص الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي، ارتفعت المخاطرعلى تداول العملات.
وفي حين ارتفع مؤشر الدولار ربعا بالمئة إلى 93.65 فإنه يتجه نحو تكبّد أكبر خسارة أسبوعية له منذ أواخر آذار.
واستقر اليورو عند 1.1778 دولار بعد أن صعد إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 1.1840 دولار خلال الليل. والعملة الموحدة مرتفعة أكثر من 1% هذا الأسبوع وهو أكبر مكسب أسبوعي لها منذ منتصف شباط.
الأسهم العالمية
أغلقت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية مرتفعة يوم الجمعة مع تجاهل المستثمرين القلق في شأن توترات التجارة العالمية، لكن حجم التعاملات كان ضعيفا نسبيا قبل أسبوع مزدحم باجتماعات لبنوك مركزية كبرى.
وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت مرتفعا 75.12 نقطة، أو 0.30 بالمئة، إلى 25316.53 نقطة بينما صعد المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 8.66 نقطة، أو 0.31 بالمئة، ليغلق عند 2779.03 نقطة.
وأغلق المؤشر ناسداك المجمع مرتفعا 10.44 نقطة، أو 0.14 بالمئة، إلى 7645.51 نقطة.
على الصعيد الأسبوعي، سجل «داو جونز» مكاسب بنسبة 2.8%، كما حقق «ناسداك» مكاسب بنسبة 1.2%، في حين سجل اس اند بي .% مكاسب أسبوعية بنسبة 1.6
في الأسواق الأوروبية، انخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 0.21% أو أقل من نقطة واحدة إلى 385 نقطة، مسجلاً خسائر أسبوعية بنحو %0.5 .
وتراجع مؤشر «فوتسي» البريطاني 23 نقطة إلى 7681 نقطة، وانخفض مؤشر «داكس» الألماني 44 نقطة إلى 12766 نقطة، فيما ارتفع المؤشر الفرنسي «كاك» نقطة واحدة إلى 5450 نقطة.
الذهب
في أسواق الذهب، ارتفع المعدن النفيس الجمعة مدعوماً بتنامي العزوف عن المخاطرة قبيل محادثات مجموعة السبع لكن المعدن الأصفر ظل داخل أضيق نطاق أسبوعي له في أكثر من عشر سنوات بفعل تعافي الدولار الذي يكبح مكاسبه.
وتأثر الذهب سلبا أيضا بتوقعات بأن يعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) زيادة جديدة في أسعار الفائدة الأسبوع الحالي. وتزيد الفائدة المرتفعة تكلفة الفرص البديلة الضائعة عند الاستثمار في الأصول التي لا تدر عائدا مثل الذهب.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1298.80 دولارا للأونصة في أواخر جلسة التداول في السوق الأميركي
وتراجعت العقود الأميركية للذهب تسليم آب 0.02 بالمئة إلى 1302.70 دولار للأونصة. وسجل المعدن النفيس مكاسب أسبوعية بنسبة %0.3
النفط
على صعيد أسعار النفط، انخفض خام «نايمكس» الأميركي 0.3% إلى 65.74 دولارا للبرميل مسجلاً خسائر أسبوعية هامشية بنحو 0.1%، فيما تراجع «برنت» بنسبة 1.1% عند 76.46 دولارا للبرميل وسجل خسائر أسبوعية بنحو 0.4 %. جاء ذلك مع تزايد التوقعات بأن تقرر منظمة اوبك والدول الاخرى المنتجة للنفط زيادة الانتاج بضغط من الولايات المتحدة الاميركية، وبهدف لجم ارتفاع الاسعار العالمية.