Site icon IMLebanon

خطوات طبيعية لخفض الإلتهاب وتأخير الشيخوخة

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

إنّ السيطرة على مستويات الالتهاب طوال مدة الحياة قد تساعد على تأخير الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر. لكن هل تعلمون ما هي الاستراتيجيات الطبيعية التي يمكنكم الاستعانة بها في هذا المجال؟

في الواقع، هناك العديد من الخطوات الطبيعية التي يمكنها خفض الالتهاب المُزمن وتأخير وتيرة الشيخوخة، بدءاً من الخيارات الغذائية وصولاً إلى نمط الحياة. فإضافة إلى النوم لساعات كافية، وممارسة الرياضة بانتظام، وتفادي التدخين، تعرّفوا اليوم إلى خطوات أخرى عليكم إدخالها إلى روتينكم الصحّي:

خفض الأكل
لا بدّ أولاً من التوقف عند أدلّة قويّة تُشير إلى أنّ خفض كمية الأكل قد يقلّل الالتهاب ويُبطئ الشيخوخة. وبيّنت الأبحاث المخبرية أنّ تقييد السعرات الحرارية من دون بلوغ سوء التغذية قد أخّر بدء الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر وزاد مدّة الحياة. كذلك أظهرت دراسات مُشابهة أنّ الصوم المتقطّع قد يَقي من تطور النوبة القلبية أو يؤخّرها، إضافة الى السكتة الدماغية، والسكري، والسرطان، والباركنسون، والألزهايمر، وهي الأمراض التي تظهر نتيجة الالتهاب. فضلاً عن أنه يُبطئ خسارة كثافة المعادن في العظام ويحسّن القدرة الإدراكية.

التركيز على هذه المواد
إنّ الحميات الغنيّة بالفاكهة، والخضار، والشاي، والأعشاب، والبهارات قد تساهم في خفض الالتهاب وتعزيز الصحّة على المستوى الخِلوي عن طريق مجموعة متنوّعة من المركّبات النشِطة بيولوجياً، تُعرف بالكيماويات النباتية المتوافرة فقط في النباتات.

وإنّ مادة «Anthocyanins» المشتقّة من مواد «Flavonoids» المضادة للأكسدة قد تحمي خلايا الدماغ من التلف الذي تسبّبه الجذور الحرّة. كذلك بيّنت الأبحاث أنّ استهلاك الفاكهة الغنيّة بالـ«Flavonoids»، كالتوت والفريز، قد يؤخّر الخرف الناتج من التقدّم في العمر ويحسّن الذاكرة. أمّا الـ«Flavonols»، النوع الآخر من الـ«Flavonoids» الموجود في العديد من الفاكهة والخضار كالبصل والـ«Kale» والبروكلي والتفاح والتوت والشاي والغوافا، فقد يحمي الجهاز العصبي ويؤمّن منافع مضادة للأكسدة والالتهاب.

من جهة أخرى، إنّ الـ«Polyphenols»، الموجودة في البصل والكركم والعنب الأحمر والشاي الأخضر واللوز والورقيات الخضراء الداكنة، تملك القدرة على خفض إفراز «Cytokines» الموالية للالتهابات.

إستخدام البهارات والأعشاب
من المهمّ إدخال الكركم إلى الأطباق الغذائية للإفادة من مادة «Curcumin» التي تملك خصائص مضادة للإلتهاب. ولتحقيق أقصى منفعة ممكنة، سواء من الكركم أو مكملات «Curcumin»، يُنصح بمزجها مع البهار الأسود الذي يتميّز بخصائص مضادة للأكسدة والالتهاب. وبالتالي، فإنّ خلطه مع الكركم يرفع كمية «Curcumin» التي يمتصّها الجسم ويستخدمها. وبما أنّ الكركم يذوب في الدهون، فإنّ مَزجه مع الدهون الصحّية كزيت الزيتون يساهم بدوره في تعزيز الامتصاص. إشارة إلى وجود بهارات وأعشاب أخرى تتميّز بآثارها المضادة للالتهاب كالثوم، والجينسنغ، والزنجبيل، والبقدونس، وإكليل الجبل.

التلذّذ بزيت الزيتون يومياً
هذا المكوّن الأساسي في حمية بحر الأبيض المتوسط يتمتّع بقوّة هائلة مضادة للالتهاب يمكنها المساعدة على إبطاء عملية الشيخوخة. إنّ سكان البحر المتوسط يملكون أدنى معدلات الالتهاب المُزمن عالمياً، في حين أنّ مدة حياتهم المتوقعة هي الأعلى. يحتوي زيت الزيتون البكر الممتاز نسبة «Polyphenols» أعلى مقارنةً بنظيره المكرّر، بما فيها مركّب «Oleocanthal» الذي يخفّض المؤشرات الحيوية الإلتهابية في التهاب المفاصل، ويساعد على حماية الجهاز العصبي، ولديه آثار مضادة للسرطان.

تعزيز جرعة الأوميغا 3
توصّلت أبحاث عدة إلى وجود رابط قويّ بين استهلاك كمية جيّدة من الأوميغا 3 وخفض الإلتهاب. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق التركيز على السمك الدهني كالسَلمون، والتونة، والسردين، والمكاريل، وبذور الكتان، والجوز، وزيت الزيتون البكر الممتاز.

تقليل السكر والبروتينات الحيوانية
يُعتبر خفض كمية السكر والبروتينات الحيوانية فكرة جيّدة بما أنّ الإثنين يسبّبان الالتهاب ويرفعان خطر العديد من المشكلات الصحّية بما فيها أمراض القلب، والسكري النوع الثاني، وزيادة مؤشر كتلة الجسم. غير أنّ استهلاك هذه المواد بجرعات عالية يحفّز مسارات إشارات الخلايا التي تسرّع عملية الشيخوخة. فضلاً عن أنّ السكر، والبروتينات الحيوانية، والدهون المشبّعة قد رُبطت كلّها بتلف الحمض النووي.