أوضح مراقبون في حديث لصحيفة “العرب” اللندنية أن أهدافا سياسية تقف خلف تصعيد الوزير جبران باسيل ضد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنها سعيه للتسويق إلى أن تياره يتصدر واجهة الرافضين لوجود اللاجئين وما قد يترتب عنه مستقبلا من إمكانية لتوطينهم. ويأتي هذا التصعيد بعد الإحراج الكبير الذي شكله تمرير رئيس الجمهورية ميشال عون لمرسوم لتجنيس أكثر من 400 شخص نصفهم من السوريين والفلسطينيين. وأثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية اللبنانية.
ويشير مراقبون إلى أن باسيل أراد بتصعيده المزايدة على مواقف بعض خصومه على الساحة المسيحية وتحديدا حزب القوات اللبنانية، الذي لا ينفك رئيس التيار الوطني الحر يصوب سهامه باتجاهه خاصة بعد ما أظهرته نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة من شعبية للقوات في الأوساط المسيحية.
وهناك إجماع في لبنان على ضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم خاصة بعد انتهاء المعارك في العديد من المناطق، بيد أن الخلاف بين اللبنانيين يكمن في الطرف الذي ينبغي التنسيق معه بشأن حل هذا الملف، حيث هناك تيار يقوده المستقبل والقوات اللبنانية يطالب بأن تتم العملية عبر التعاون مع الأمم المتحدة، وتيار آخر يقوده الوطني الحر وحزب الله يصر على التواصل مع دمشق بشأن ذلك، بغرض التمهيد لتطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد.
ويرى متابعون أن التيار الثاني نجح في فرض وجهة نظره، وقد سجلت في الأشهر الأخيرة عمليات لعودة اللاجئين من خلال التعاون مع الحكومة السورية، وينتظر أن تعود دفعة جديدة من اللاجئين وقوامها 3500 نازح إلى سوريا خلال الأيام المقبلة.