على بعد أيام من عطلة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيتوجه الى الخارج لفترة تبلغ حوالى أسبوعين مع ما يحمله ذلك من مؤشرات على تأخر إضافي في تشكيل الحكومة، برزت تحذيرات متكررة أعلنتها مصادر بري من تأخير التشكيل. وشددت المصادر الاثنين على ضرورة عدم تضييع أي دقيقة “لأن بلدنا على حافة هاوية والاقتصاد ينذر بمخاطر كبرى قد لا يستطيع البلد ان يتحملها”. فما هو المدى الذي يمكن أن تبلغه هذه التحذيرات وأي تأثيرات للسجالات السياسية بين أطراف عدة على مسار التأليف وماذا عن إطلاق محركات التشكيل بعد إطفائها لفترة ليست قصيرة؟
يؤكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى أن تحذيرات الرئيس بري تنطلق أساساً من دقة الوضع الاقتصادي في البلاد خصوصاً في ظل الانكماش السائد وعدم وجود حكومة تستطيع العمل على فتح آفاق جديدة للاستثمار في لبنان. ويشير في حديث خاص لـIMLebanon إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة إضافة الى أمور حياتية طارئة تنتظر وتراوح مكانها منذ فترة طويلة حتى قبل انتهاء ولاية الحكومة الحالية تضغط على الجميع وإذا طال موضوع التأليف فعندها ثمة إشكالية كبيرة.
ويشدد موسى على أهمية الهم الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي في البلاد، محذرا من المخاوف من فترات الشنج السياسي التي ترافق عدم الإسراع في التأليف وفتح الباب لمزيد من السجالات السياسية والتي لبنان بغنى عنها.
ويعزو عضو كتلة “التنمية والتحرير السجالات المتصاعدة بين الأطراف السياسية إلى الوقت الضائع وسياسة شد الحبال في ملف تشكيل الحكومة ما يسعّر الأجواء، لكنه يرى ان المواضيع ذهبت الى ما هو أبعد من السجال السياسي، معتبراً أن ما يجري مؤسف ويدعو الى التعجيل في تأليف الحكومة والتواصل بين الفرقاء للاتفاق على التأليف. لكن موسى يلاحظ غياب المؤشرات التي توحي بالتسريع في تأليف الحكومة، لافتاً إلى”أننا ما زلنا في المكان ذاته”.
حاوره يورغو البيطار