كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
من المُحتمل أنكم سمعتم مُسبقاً عن أمور معيّنة تعزّز حدوث الصداع النصفي (Migraine)، كالتوتر والأضواء الساطعة والنبيذ، لكن هناك عوامل عدة أخرى يجب أيضاً عدم تجاهلها إطلاقاً. فما هي؟
بغضّ النظر عن سبب الصداع النصفي، لا مفرّ من الألم الشديد الذي يسبّبه، والذي قد يدوم من بضع ساعات إلى أيام. ولسوء الحظّ، فإنه يكون عادةً مُصاحباً بالغثيان، والتقيؤ، والحساسية تجاه الضوء والصوت. ناهيك عن أنّ بعض الأشخاص قد يواجهون بقعاً عمياء، أو تنميلاً في جانب واحد من الوجه أو الذراع أو الساق. لذلك من الضروري البحث عن السبب الفعليّ وراء تعرّضكم لهذه المشكلة المُزعجة وتفاديه مستقبلاً.
في ما يلي مجموعة محفّزات غير متوقّعة للصداع النصفي كشفها أخيراً الأطباء:
حبوب منع الحمل الهورمونية
تميل النساء إلى التعرّض للصداع النصفي عندما يبدأ الطمث، أمّا اللواتي يشكين من الصداع النصفي المُزمن فيمِلن إلى الإصابة بذلك مباشرةً قبل بدء الدورة الشهرية. ويبدو أنّ التغيّرات في الإستروجين تحديداً مسؤولة عن تحفيز الصداع النصفي لدى النساء. إنّ انخفاض مستويات هذا الهورمون قبل موعد الطمث قد يكون آليّة لتحفيز العملية لدى البعض. كذلك فإنّ حبوب منع الحمل الهورمونية قد تجعل الأمر أسوأ في عدد من الحالات.
الأطعمة المالحة
يمكن لهذا النوع من المأكولات أن يؤثر في معدل ضغط الدم. على وجه التحديد، إنها ترفع كمية الصوديوم في مجرى الدم وتعبث في قدرة الكِليتين على التخلّص من المياه. الجسم يستجيب لارتفاع ضغط الدم، وهذا الأمر قد يخلق بيئة مؤاتية للصداع النصفي لدى الأشخاص المستعدّين له.
الأجبان المعتّقة
ليس من الواضح تماماً لماذا يمكن للأجبان المعتّقة أن تسبّب الصداع النصفي، غير أنّ مادة «Tyramine» الموجودة فيها قد رُبطت بهذه المشكلة الصحّية. لكن على رغم ذلك، فإنّ تناول الأجبان المعتّقة لا يضمن ظهور الألم حتى لو كنتم تَشكون منه. بعض الأشخاص قد يعانون المرض عقب استهلاكهم هذه الأطعمة، في حين أنّ بعضهم الآخر لا يشعرون بشيء.
المُحلّيات الصناعية
إحذروا المواد التي تضعونها في قهوتكم وغيرها من المشروبات. فلقد تبيّن أنّ المُحلّيات الصناعية، كالأسبرتام، قد تحفّز بدء الصداع النصفي. ويُعتقد أنها تخفّض مستويات «Serotonin» في جسم الإنسان، الأمر الذي يحفّز إفراز إشارات كيماوية تُعرف بالـ»Neuropeptides»، ويُطلق سلسلة تفاعلات تؤدي إلى الصداع النصفي.
إضطراب الرحلات الجوّية الطويلة
إنّ أي نوع من الاضطراب في النوم، كالسفر بين المناطق الزمنية المختلفة، قد يحفّز الصداع النصفي. الضغط في قمرة القيادة الناتج من الطيران قد يؤدي أيضاً دوراً في ذلك، بما أنه يسبّب تمدد الأوعية الدموية الذي قد يكون جزءاً من استجابة الصداع النصفي.
تغيّر الطقس
يؤدي هذا الأمر إلى حصول تغيرات في الضغط الجوّي يُعتقد أنها ترتبط مباشرةً بالصداع النصفي. نتيجة لذلك، فإنّ تقلّبات الطقس قد تعزّز هذا النوع من أوجاع الرأس لدى الأشخاص الذين يشكون منه.
حذف الوجبات
إنّ التقيّد بجدول منتظم لتناول الطعام أساسي جداً لمرضى الصداع النصفي. وإنّ حذف أي وجبة غذائية أو الأكل بعد وقت طويل من الموعد المُعتاد قد يسببان انخفاضاً في مستوى الغلوكوز في الدم. يمكن لذلك أن يؤدي إلى تغيّر كيماوي في الجسم قد يحفّز الصداع النصفي. إذا كنتم تشكون من الصداع النصفي ولا تعلمون سببه، من المهمّ تخصيص مذكّرة لتدوين ما تفعلون وتأكلون خلال الأيام التي تُصيبكم مثل هذه النوبات، من دون أن تنسوا الأحوال الجوّية. وبالنسبة إلى النساء، فإنّ تدوين المعلومات المرتبطة بالدورة الشهرية مهمّ بدوره. من خلال هذه الطريقة يمكنكم رصد وجود أي عوامل مشتركة.
الإتّساق هو المفتاح هنا. إذا تعرّضتم للصداع النصفي مرّة واحدة بعد تناولكم الأسبرتام، ولكنّ ذلك لم يحدث خلال 9 مرّات أخرى عقب استهلاككم له، فمن غير المُحتمل أن يكون هذا المُحلّي هو السبب. وبالتأكيد لا تتردّدوا في التحدث إلى الطبيب عن الأعراض التي تعانونها والأدوية التي قد تساعدكم على الوقاية من الصداع النصفي، وأيضاً تهدئة الألم لحظة حدوثه.