كتب سعيد الأبيض في صحيفة “الشرق الأوسط”:
قال وزير خارجية اليمن خالد اليماني، إن دبلوماسية التحالف والحكومة اليمنية نجحت في إقناع الدول التي كانت لديها تحفظات حول الأعمال العسكرية التي ينفذها الجيش الوطني والمقاومة بدعم من قوات تحالف دعم الشرعية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها من قبضة الميليشيات الحوثية.
وقال الوزير اليماني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «خلال الأيام الماضية قدمنا شرحاً مفصلاً للمجتمع الدولي حول أهمية استعادة الشرعية لميناء الحديدة حفاظاً على الأمن الدولي وحماية الممرات المائية من عبث الميليشيات التي تستخدم الميناء لإدخال الأسلحة المهربة من إيران والاعتداء على السفن المدنية بالصواريخ، وزرع الألغام بشكل عشوائي في منطقة جنوب البحر الأحمر».
واستطرد، أن المجتمع الدولي وتلك الدول التي لديها تحفظات أبدوا تفهماً لما تقوم به الحكومة اليمنية والتحالف الداعم لها بقيادة السعودية من منطلق أن تحرير الحديدة سيوقف تهديد الملاحة الدولية وسيمكن من استمرار إيصال المساعدات الإنسانية، مشدداً على أن المجتمع الدولي بات مدركاً اليوم إدراكاً تاماً بضرورة تحرير كل أراضي الساحل الغربي وخروج الميليشيات من الحديدة.
وقال الوزير اليماني، إن «قلق عدد من الدول كان يتمحور حول مخاوف من أن يترافق التحرير مع وضع إنساني صعب، وأن هذه الأعمال العسكرية ستخلف كارثة إنسانية، وأكدنا لهم وللمجتمع الدولي أن العمليات العسكرية التي تجري على الأرض لتحرير الحديدة تترافق مع عمل إنساني للتخفيف عن كل سكان المدينة».
وأردف اليماني: «أبلغنا تلك الدول أنه وبمرور اليوم الثامن من العمليات العسكرية لا توجد ولم تسجل أي كارثة إنسانية، وما يجري هو استهداف دقيق لكل عنصر من عناصر الميليشيات، وفقاً للقانون الدولي وقوانين الاشتباك في الحروب». وقال إن الجيش اليمني دعا سكان الحديدة الابتعاد عن المناطق التي تتمترس فيها الميليشيات والتي تكون فيها مواجهات عسكرية، «مع رفضنا استخدام الميليشيات الحوثية لسكان المدينة دروعاً بشرية في خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني، وعدم السماح لهم للانتقال إلى مناطق أكثر أمناً».
في هذا السياق، أفادت وكالة «سبأ» بأن وزير الخارجية خالد اليماني، تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت، مشيرة إلى تأكيد بريطاني، لدعم مساعي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث من أجل التوصل إلى حل سلمي بشأن الحديدة ومينائها.
وأطلع الوزير اليماني، المسؤول البريطاني – بحسب الوكالة – على مستجدات الأوضاع، وقال إن الحكومة اليمنية وبالتفاهم مع دول تحالف دعم الشرعية في اليمن قررت «بعد استنفاد كل السبل لإقناع ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، المضي قدماً في إنقاذ أبناء مدينة الحديدة من جور وتعسف الميليشيات التي حجبت عنهم المعونات وصادرتها لتبيعها في السوق السوداء لتمول حربها ضد أبناء الشعب».
وأوضح وزير الخارجية اليمني أن «بقاء ميناء الحديدة بأيدي الميليشيات لتلقي السلاح والصواريخ من إيران هو خطر كبير على أمن واستقرار دول المنطقة جميعاً، وأنه لم يعد يمكن التزام الصمت حيال تهديدات الميليشيات للملاحة في منطقة باب المندب والبحر الأحمر».
وذكرت الوكالة اليمنية أن الوزيرين اليمني والبريطاني «أكدا دعمهما لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في إيجاد حل سلمي لمسألة الحديدة، معربين عن أملهما في أن يتمكن من إقناع الميليشيات بتسليم المدينة والميناء سلمياً دون تعريضهما للدمار وتهديد حياة المدنيين داخل المدينة». وأضافت أن النقاش بينهما تطرق إلى «أهمية استمرار وصول المعونات الإنسانية إلى الحديدة وكل المناطق اليمنية وعدم عرقلة وصولها، حيث بدأت المعونات من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي تصل بالفعل وتوزع على المستحقين».
وجاءت التصريحات اليمنية – البريطانية غداة بيان للمبعوث الأممي، وزعه على وسائل الإعلام، قال فيه إنه سيواصل مشاوراته مع جميع الأطراف، لتجنيب مزيد من التصعيد العسكري في مدينة الحديدة، معبراً عن خشيته من أن تكون للتصعيد «عواقب خطيرة على الصعيدين السياسي والإنساني».
وأكد أن أولويته حالياً هي «تجنب مواجهة عسكرية في الحديدة، والعودة بسرعة إلى المفاوضات السياسية». وأشار إلى أنه يتطلع إلى «لقاءاته المقبلة مع الرئيس هادي وحكومة اليمن». وقال: «أنا واثق من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق لتجنب مزيد من العنف في الحديدة».