بعد أجواء إيجابية قبل نهاية الأسبوع المنصرم بدّدها مرور “الويك إند” من دون تسجيل اتفاق حول تشكيل الحكومة العتيدة، انطلق الأسبوع الجاري على وقع مزيد من التعقيدات والسجالات المتصاعدة. وأتى تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري على سفره لنحو أسبوعين ليزيد من الأجواء التشاؤمية بتشكيل سريع بعد مرور ما يزيد من شهر على تكليف الرئيس سعد الحريري، إضافة إلى ما نقلته الصحف الاثنين من معلومات توحي بصعوبات إضافية تعتري التأليف.
يؤكد عضو كتلة “المستقبل” النائب عاصم عراجي ان العقدتين الاساسيتين امام التشكيل هما العقدة المسيحية والعقدة الدرزية. ويشرح في حديث لـIMLebanon الى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يريد 3 وزراء للدروز من حصته فيما لا يريد ان يعطي وزيراً درزياً للنائب طلال أرسلان أو من يسميه، مشيراً كذلك إلى أن الرئيس ميشال عون يطالب بوزير درزي من حصته لكن جنبلاط لا يقبل هذا الامر.
اما في ما خص العقدة المسيحية، يذكر عراجي بأن المشكلة هي بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” بالنسبة لتوزيع الحصص والحصول على منصب نيابة رئاسة مجلس الوزراء، خصوصاً وأن التيار يريد هذا المنصب من حصته.
ويرى ان العقدة السنية هي الثالثة لناحية الصعوبة في الحل، معتبراً أنها لا تشكل مشكلة كون النواب خارج “المستقبل” ليسوا “مجتمعين” ولكل منهم طموحه الخاص.
ويشدد عراجي على ان من مصلحة جميع الأطراف تشكيل الحكومة لان الوضع الاقتصادي في لبنان بات تحت الصفر، مؤكداً أنه “كلما تأخر تشكيل الحكومة كلما سيسوء الوضع الاقتصادي اكثر فأكثر لذلك من مصلحة الجميع تشكيل الحكومة سريعا”.
ويذكر بما تعلنه المؤسسات الدولية بشأن الاقتصاد اللبنانية، والمتطلبات التي نص عليها مؤتمر سيدر في مقابل حصول لبنان على الأموال ما يستوجب تشكيل الحكومة، لكنه يلاحظ ان سفر بري لأسبوعين يعني ان التشكيل لن يتم في هذه الفترة، مؤكداً ان الحريري يتابع اتصالاته مع الأطراف.
وعن السجالات السياسية الدائرة بين عدة اطراف، يعتبر عراجي ان هذه السجالات هي نتيجة تصعيد كل طرف لرفع سقفه التفاوضي والحصول على ما يريده في الحكومة، مشيراً إلى أن هذه السجالات ما زالت مضبوطة وهي مشروعة في السياسة “فالبلد طول عمره كذلك”.
ويدعو عراجي الحكومة العتيدة الى إيلاء الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي الأولوية بعد تشكيلها خصوصاً وأن الأوضاع “تعبانة جداً”.
حاوره يورغو البيطار