اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “مسألة تشكيل الحكومة ليست في هذه البساطة باعتبار أننا في موضوع الحكومة لسنا في إطار مشكلة لا حل لها أو مشكلة سهلة جدًا، بل نحن في منزلة ما بين هذه المنزلتين”، مشيرًا إلى أن “لبنان بلد تعددي وبتقديري ستشكل الحكومة بعد أسابيع قليلة لا أكثر”.
ورأى جعجع، في مقابلة لقناة “الحدث”، أن “أكثرية اللبنانيين لديهم من الوعي ما يكفي للحذر عندما تتعقد السياسات في المنطقة”، مضيفًا أن “مع التصعيد الذي نراه في سوريا والعراق واليمن نرى أن الساحة السياسية الداخلية تذهب للمزيد من الاستقرار مع تفاهم ضمني بين الجميع على تحييد البلاد عما يجري في المنطقة”. وأعلن أنه لا ينتظر “أي انعكاسات سلبية للتصعيد الجاري في المنطقة على الداخل اللبناني”.
وعن النزوح السوري، أكد جعجع أن “بعض الساسة اللبنانيين يستعملون أزمة النازحين في لبنان من باب الدعاية السياسية، إلا أن الواقع يقول إننا نعاني من مشكلة فعلية في هذه المسألة باعتبار أن لدينا على الأراضي اللبنانيّة ما يزيد عن مليون نازح”، لافتًا إلى أنه “لأسباب إنسانية استقبل اللبنانيون كل هؤلاء النازحين بدء الأمر وخصوصًا أنهم كانوا يهربون من الإرهاب، إلا أننا اليوم في السنة السابعة والحل لا يلوح في الأفق حتى الآن لذلك يجب حل هذه المسألة بشكل سريع”.
وأشار جعجع إلى أن “هناك العديد من المناطق الآمنة في سوريا وفي ظل تقاسم مناطق النفوذ يمكن لكل اللاجئين أن يجدوا مناطق آمنة لهم حيث يستطيعون العيش بأمان وكرامة. أنا ضد رمي الناس بشكل عشوائي وإنما تنظيم هذه المسألة
أما عن المشاركة الحكومية، فشدد جعجع على “أننا لم نشارك سوى في حكومة أو اثنين والسبب أننا لا نشارك إن لم تكن مشاركتنا فعالة وتتطابق مع حجمنا التمثيلي الذي أفرزته الانتخابات النيابية منذ أشهر قليلة”، معتبرًا أن الوزير جبران باسيل “معروف أنه ليس من أصحاب الشخصيات التي “بتساير” إلا أننا سنعمل قدر المستطاع من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة”.
وإقليميًا، قال جعجع: “لا أعتقد أنه سيتم فتح أي جبهة من الأراضي اللبنانيّة باعتبار أن هذا الأمر لا يفيد أحد ويرتب مسؤوليات كبيرة وخطيرة وتاريخيّة على من سيقوم بأمر كهذا، خصوصًا أن الصراع الكبير الحاصل اليوم هو بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة وتحديدًا في سوريا”.
وأضاف: “أعتقد أن قادة “حزب الله” في لبنان يقدرون خطورة فتح أي جبهة من لبنان ومن دون أي فائدة تُذكر باعتبار أنه إن كان هناك من فائدة لأي ردود تذكر فلماذا لا تتم على المسرح المفتوح؟”، معتبرًا أن “النظرية القائلة إنه في غياب استراتيجية الجيوش يجب أن نعتمد نظرية المقاومة ثبت في الأشهر المنصرمة فشلها”.
ورأى جعجع ختامًا أن “أزمة اليمن ستنتهي قريبًا، ولو لم يتم التدخل في اليمن لكانت وقعت تحت السيطرة الإيرانية وما سينتج عليه من تعاظم لأزمة الشرق الأوسط لذلك أعتبر أن التدخل السعودي في اليمن كان حكيمًا”.
