أشار رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي الى انّ «مجموعة من المسلحين من آل شريف من بلدة اليمونة، مزوّدين أسلحة رشاشة، دخلوا مناطق واسعة في جرد العاقورة واعتدوا على عنصرين من شرطة البلدية كانا في دورية على متن آلية مدنية تابعة للبلدية، فتمّ تعطيلها، وسلبوا الشرطيين هواتفهما الخلوية».
وتوجّهت دورية من مغاوير الجيش الى منطقة جرد العاقورة، بعد دخول مسلحين من آل شريف اليها. ويعقد رئيس البلدية منصور وهبة مؤتمراً صحافياً الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في دار البلدية، يتطرّق خلاله الى ما حصل في الجرد.
وفي حديث لـ»الجمهورية» اعتبر وهبي أنّ «الإعتداء الذي حصل كان عن سابق تصوّر وتصميم، حيث بلغت مجموعة المسلحين نحو 30 عنصراً، أطلقوا رصاصتين على سيارة الشرطة ثم أخرجوا الشرطيين منها وأهانوهما وسرقوا مسدس أحدهما، وأجبروهما على الركوع إلّا أنهما قاوما ورفضا ذلك».
وأضاف: «بعد الإهانات، تركوهما خوفاً من أن تمرّ من هناك دورية من مخابرات الجيش، وقالوا للشرطيين: حرّرنا في الأمس جرود عرسال من الزعران واليوم جرود العاقورة»، مؤكداً «أننا لن نرد على هذا الإعتداء بالمِثل، بل لجأنا للقضاء والدعوى أصبحت عند النيابة العامة، فحدودنا معروفة ومُرسّمة منذ عام 1967، ونحن في دولة قانون ولا تكون الأمور بـ»هدّ المراجل»، إلا أنّ الدولة في حال تقاعست، رغم أنني أشكك بهذا الموضوع، فإننا نعلم كيف ندافع عن أرضنا، لكننا مُتّكلين على الدولة».
ولفت وهبي الى أنّ «الكمين كان مدروساً والمعتدين بالتأكيد راقبوا المكان، وتنبّهوا الى أنّ الجيش نفّذ دوريته الساعة 11 صباحاً، لذلك اغتنموا الفرصة واستفردوا بالشرطيين».
من جهته، أكد مصدر مطّلع لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش معني بهذه القضية وأخذها بصدره، لأنّ الخلاف أساساً هو نتيجة حكم قضائي مُبرم، وبالتالي لا يُحلّ إلّا على الصعيد القضائي، وفي هذا المجال قام قائد الجيش العماد جوزف عون باتصالاته مع الرؤساء الثلاثة، ويحاولون إيجاد حل عسكري، قضائي وإداري، فالجيش اضطر نتيجة الظروف الطبيعية، خصوصاً في الشتاء، الى ترك المساحة التي يقع الخلاف عليها واكتفى بتسيير دوريات فيها»، مضيفاً: «هناك اتجاه لإقامة مخيم تدريب للجيش في هذه المنطقة، لحلّ هذا الإشكال في الوقت الحاضر».