أوضحت أوساط سياسية مطّلعة أن “اتصالات الرئيس المكلف سعد الحريري التشكيلية ومحاولات ترميم العلاقات تشير إلى أن التسوية ما زالت ضرورية، إذ أن انعكاسات الخروج منها ستكون قاسية على جميع أطرافها، نتيجة عدم وجود بديل منها في مرحلة بالغة الخطورة وفي ظروف إقليمية متفجرة قد تطيح الإستقرار الأمني في لبنان، وهو ضرورة داخلية ودولية نتيجة الأجواء المذهبية المتشنجة ووجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري فيه. لكن، كيف للتسوية أن تستمر وعلى أحد أطرافها فقط أن يقدّم التنازلات إلى الطرف الآخر؟”.
وأضافت المصادر لـ”المركزية، أن “أمس زار الرئيس المكلف قصر بعبدا، وأعاد ورئيس الجمهورية ميشال عون تصويب بوصلة التشكيل في اتجاه يبدو يخدم أولا متانة التسوية الرئاسية، وثانيا إزالة المطبات من طريق التشكيل بعد إطفاء جمر السجالات التي ألهبت علاقات الحلفاء، وقبله أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” إثر زيارة لبيت الوسط وقف السجالات مع التيار الوطني الحر”. وأشارت المصادر “في هذا المجال، أن الكل سيلتزم التهدئة بعد اجتماع القصر الرئاسي، وأمامهم متسع من الوقت لتعميمها خصوصا، أن معظمهم يغادر في الأيام القليلة المقبلة لبنان لتمضية إجازات في الخارج في مقدمهم الرئيس الحريري والأرجح الوزير باسيل”.
وختمت المصادر “هذا يفسح المجال لمعالجات بعيدة من الأضواء وإشاعة مناخ تهدوي ستتخله زيارة متوقعة لجعجع إلى قصر بعبدا تسهم حتما في إعادة ترتيب العلاقات ومنع هدم جدار التفاهم القواتي- العوني من جهة والتسوية الرئاسية من جهة ثانية، على أن يمتد الهدوء حتى 16 تموز المقبل الموعد المفصلي دوليا للقاء القمة الأميركية- الروسية الشهير الذي ستتظهر في ضوئه طبيعة المرحلة الإقليمية المتأثر حكما بها لبنان وحكومته وتسوياته بمجملها”.