IMLebanon

بيرت: بقاء اللاجئين السوريين في لبنان ليس حلًاً

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:

بينما ينتظر لبنان تشكيل حكومته الجديدة، وفيما انتشرت مخاوف في الأوساط اللبنانية من تبعات القانون رقم 10 الذي أصدره النظام السوري، بما فيها توطين السوريين في لبنان، أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستر بيرت في حديث خاص مع صحافيين في بيت السفير البريطاني في اليرزة، حضرَته «الجمهورية» أنه زار لبنان ليوضح أنّ «سياسة بريطانيا هي باتجاه عودة اللاجئين إلى سوريا»، بعدما حصل «التباس» في هذا الشأن.

أوضَح بيرت أنّ الهدف الأساسي لزيارته إلى لبنان هو «تأكيد المملكة المتحدة دعمها لبنان، خصوصاً في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، والإصلاحات الاقتصادية، وعزمِ بريطانيا على مواصلة دعمها للجيش اللبناني وتعزيز قدرته على حماية الحدود، والاعتراف بإسهام لبنان في دعم اللاجئين، وعودتهم إلى سوريا».

ورداً على سؤال «الجمهورية» حول المخاوف المنتشرة من نيّة المجتمع الدولي توطينَ السوريين في لبنان، أكد بيرت أنه «لا يجب أخذ هذا الخوف على محمل الجد لأنّ المجتمع الدولي أو بلداناً مثلَ المملكة المتحدة لا ترى حلاً في أن يبقى اللاجئون السوريون في لبنان إلى الأبد «.

وقال: «نريد أن نفعل كلّ ما في وسعنا لتبديد التفسير المخطئ لموقفنا»، وذلك بعد اتّهام وزير الخارجية جبران باسيل المجتمعَ الدولي بعدم دعم عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.

وشدّد بيرت على أنّ «اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى سوريا، ويجب أن يكون هناك أمانٌ ليتم ذلك»، لافتاً إلى أنّ «الصراع السوري يجب أن ينتهي، ويكون هناك تسوية في سوريا تضمن سلامة جميع الناس، مِن ضمنِهم العائدون».

وبينما أكد بيرت اعتراف بلاده بالجهود التي يبذلها «لبنان ليأوي الناس»، أشار إلى أنّ «حقوق المجتمع المضيف يجب أن تؤخَذ بعين الاعتبار، كما حقوق الأشخاص الذين هربوا من الصراع، لعدمِ خلقِ أزمة جديدة»، موضحاً أنّ بلاده «ستفعل كلّ ما في وسعها لدعم لبنان واللاجئين فيه».

وكشفَ بيرت عن أنّ موعد انتهاء الحرب السورية لا زال مجهولاً، لافتاً إلى أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد «ينعت بـ «إرهابي» كلَّ من يعارضه».

وأشار في إطار عودة اللاجئين السوريين إلى أنّ «نظام الأسد هو من أوصَل الوضع والناسَ إلى ما هو عليه الحال اليوم، وهو نظام يخافه الناس في ما خصَّ العودة»، متسائلاً: «ما هي إسهامات النظام في إطار مسحِ هذه المخاوف ليتمكّن الناس من العودة بأمان».

وأملَ في أن «يأتي يوم تصبح فيه المفاوضات قابلة للإتمام، ونرى نهاية للصراع يكون فيها مستقبل سوريا مختلفاً عن ماضيها».

وقال: «نحن ندعم بشدّة المحاولات التي يقوم بها مبعوث الامم المتحدة لسوريا ستيفان دو ميستورا»، لافتاً إلى «الحاجة لمن كانوا شركاء الأسد ومنهم روسيا وإيران لدعم المحادثات حول مستقبل سوريا».

وتناوَل بيرت موضوع المساعدات التي تقدّمها بريطانيا للجيش اللبناني، مشدّداً على إيمان بلاده بالقوات المسلحة اللبنانية، كونها «القوّةَ الشرعية المسؤولة عن أمنِ كلّ الشعب اللبناني».

وأكّد أنّ «الدعم الذي قدّمته المملكة المتحدة للجيش اللبناني قوبلَ بمهنية عالية من قبَله، وتجلّى ذلك عندما وقفَ في وجه «داعش» وأجبَره على التراجع في وقتٍ عصيب من الصراع».

وفي ما خصَّ تشكيل الحكومة اللبنانية، أكد بيرت أنّ «لبنان اعتاد على هذا النوع من المحادثات وأنّ جميع الجهات اللبنانية تدرك أنه في نهاية هذا المسار سيصِلون إلى اتفاق وتسوية».

وقال: «لا أشكّ في أنّ لبنان سيصل إلى تشكيل حكومة»، مؤكّداً أنّ «المملكة المتحدة ستكون صديقة الحكومة التي ستلِد».

وفي شأن الوضع الاقتصادي في لبنان، أوضَح بيرت بعد لقائه رئيسَ الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسَ مجلس الوزراء المكلّف سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أنّ «اللبنانيين يعرفون أنّ الوضع الاقتصادي جدّي، ويتطلب تغييراً في لبنان من اللبنانيين وللّبنانيين»، معتقداً أنّ «الإصلاحات الاقتصادية، ستكون أولوية الحكومة المقبلة».

وفي الملف الفلسطيني، أكّد بيرت أنّ مسألة اللاجئين الفلسطينيين لا زالت مهمّة جداً بالنسبة للملكة المتحدة.

وأسفَ لقرار الولايات المتحدة خفضَ تمويلِها المخصص لهم، مشيراً في المقابل إلى أنّ بريطانيا تُواصِل دعمها للأونروا وتعترف بحاجات اللاجئين الفلسطينيين، متمنّياً أن يصبح هناك اتفاق حول الوضع الفلسطيني حتى لا يكون هناك داعٍ لعمل الأونروا.

ولفتَ إلى أنّ بريطانيا «تفعل كلّ ما في وسعها لتشجيع هذه العملية المنتظرة منذ وقتٍ طويل».