IMLebanon

“التيار” يهاجم “القوات”: تتآمر على الجيش والمقاومة

كتبت صحيفة “الأخبار”:

تفاعل حديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يوم الجمعة الماضي، عن اعتماد معيار محدد وواضح يجري الالتزام به، في توزيع الحصص الحكومية، استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية والحجم الشعبي الحقيقي للمكوّنات الحزبية، في أكثر من اتجاه سياسي، وكان لافتاً للانتباه عدم توقف المشاورات على أكثر من خط، فيما عقد لقاء لرؤساء الحكومات السابقين من خارج جدول الأعمال السياسي

مرّ الأسبوع الخامس على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة كما مرّت كل الأسابيع التي قبله. مراوحة على إيقاع لقاءات سياسية عاجزة عن فكّ أيّ عقدة من العقد التي تواجه التأليف الحكومي منذ التكليف حتى الآن.

على الطريق نفسه، ينتظر أن يسير الأسبوع السادس، بفارق أن الرئيس سعد الحريري سيغادر بيروت، في زيارة خاصة إلى فرنسا للاحتفال مع زوجته لارا العظم بذكرى زواجهما الذي يصادف في الخامس من تموز. إجازة حريرية تتقاطع مع إجازة بدأها الرئيس نبيه بري قبل أقل من أسبوع، وينتظر أن تستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي.

ولم يعرف ما إذا كان الحريري سيلتقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قبيل بدء رحلته الخاصة أو بعدها، علماً بأن ممثل «اللقاء الديموقراطي» في المفاوضات الحكومية النائب وائل أبو فاعور التقى أمس وزير الثقافة غطاس خوري، وأبلغه القرار «الاشتراكي» الحاسم بتسمية الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة الثلاثينية.

وعُلمَ أن تيار المستقبل يسعى إلى تسويق فكرة تقضي بأن يعمد وليد جنبلاط إلى تسمية وزيرين درزيين، إضافة إلى اقتراحه ثلاثة أو أربعة أسماء درزية يسمي منها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزير الدرزي الثالث، بحيث يكون مشتركاً بين المختارة وبعبدا، لكن موقف «الاشتراكي»، حتى مساء أمس، لم يتزحزح: لنا حق اختيار الوزراء الدروز الثلاثة.

وكما العقدة الدرزية، تشهد محاولات لإيجاد مخارج من دون التوصل إلى نتيجة حاسمة، فإن العقدة القواتية كذلك تشهد مساعي لحلها من دون نتيجة ملموسة، مع رهان على زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لقصر بعبدا، في غضون ثمان وأربعين ساعة، لإمكان أن تنتج وصفة أو مخرجاً يرضي القوات والتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية. ونقل زوار بعبدا عن رئيس الجمهورية أن الاتصالات لن تتوقف، وأن المخارج للعقد القائمة غير مستحيلة.

وإلى ذلك الحين، فإن كل المؤشرات تؤكد أن العقدة القواتية ما زالت مستعصية، بالرغم ممّا تردد عن استعداد قواتي للإعلان رسمياً أن تسمية نائب رئيس الحكومة هي حق لرئيس الجمهورية، مقابل أن يسمّي الأخير لهذا المنصب شخصاً مقرّباً من القوات. هذا الاقتراح ولد ميتاً لاستحالة أن يسمّي الرئيس ميشال عون نائباً لرئيس الحكومة لا يكون محسوباً عليه مئة في المئة.

أما مقدمة تلفزيون «أو تي في» التي تعبّر عن الموقف السياسي للعهد، فقد ذهبت بعيداً في تحدّي القوات، التي أعلن نائب رئيسها النائب جورج عدوان للمرة الأولى ما كان يردّده القواتيون سراً، فأشار إلى أن تفاهم معراب المكتوب قضى بأن تتساوى الحصة الوزارية لكل من التيار والقوات في كل حكومات العهد. وقد اتهمت المحطة البرتقالية جعجع بضرب تفاهم معراب في العلن، بعدما كان يستهدفه بشكل مضمر طيلة الفترة الأخيرة، والسعي لاستخدامه لتحصيل المغانم والحصص.

وبينما كانت مائدة عشاء ثنائية تجمع الحريري بالوزير جبران باسيل، ليل أمس، في وادي أبو جميل، كان الوزير بيار رفول يتّهم القوات بالتآمر على الجيش والمقاومة (رسالة مندوبها في واشنطن إلى مسؤولين في الكونغرس الأميركي). كذلك لم يستثن جنبلاط من هجومه، فأشار في مقابلة مع «أو تي في» إلى أن لا أحادية في الشوف، بل كان هناك كمال جنبلاط وكميل شمعون. كما قال إن جنبلاط أهدر دم الدروز في السويداء لأنهم لم يجاروه، ليخلص إلى أنه يحق لرئيس «الاشتراكي» وزيرين لأن لديه 8 نواب.

وكان لافتاً للانتباه تأكيد رفول أن باسيل لن يعود وزيراً للخارجية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيكون عضواً في الحكومة المقبلة.