لا زال ملفّ تشكيل الحكومة يشهد الكثير من الأخذ والردّ على الرغم من محاولات تحقيق تقدّم تجلت في اللقاءات التي عقدها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في بيت الوسط خصوصاً مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل. إلا ان مواقف بارزة صدرت عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع سأل فيها عن سبب “الحرب” على تمثيل “القوات” في الحكومة، الى جانب مواقف نواب “اللقاء الديموقراطي”، اعادت طرح السؤال ان كان فعلياً تقدم على مسار التشكيل. فماذا يقول عضو تكتل “لبنان القوي” النائب جورج عطالله عن مسار التشكيل وعقبات التأليف؟
يرى عطالله ان أجواء تشكيل الحكومة تتطور ايجابياً بعد بوادر ظهرت في نهاية الأسبوع الماضي كما استكملت الإيجابية خلال لقاء الحريري – باسيل في بيت الوسط. ويضع في حديث لـIMLebanon اللقاء بين الرجلين في اطار إعادة النقاش حول بعض الأمور التي كانت عالقة، متوقعاً تطور هذا الجو الإيجابي. ويلفت ردا على سؤال عن عودة مسار العلاقة بين باسيل والحريري الى خطها السوي بعد الاختلاف بينهما، يلفت عطالله الى ان “التباين بوجهات النظر لا يعني وجود اصطفافات متقابلة وعدم التفاهم”، مشددا على ان النقاس مستمر لكن التباعد لم يكن موجوداً حتى ان الحريري ذهب ابعد من ذلك واكد ان الرهان على التباعد مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر غير صحيح”.
وردا على جعجع الذي سأل اليوم عبر “تويتر”: ” “لماذا كل هذه الحرب على تمثيل “القوات اللبنانية” في الحكومة الجديدة؟ “هل لأن وزراء “القوات” أبلوا بلاءً حسناً في حكومة تصريف الأعمال، أهكذا يكافأ حسن السيرة وحسن إدارة أمور الدولة؟”، رأى عطالله ان الجو الإيجابي في التشكيل لا ينفي وجود عقد لم تحلّ 100%. ويؤكد ان العقد التي كانت مركزة لدى “القوات” و”الاشتراكي” شهدت تطورات إيجابية وان كانت حذرة جزئياً.
ويشير الى ان “القوات” تقول منذ الأساس ان ثمة محاولة لعزلها او اقصائها ومنعها من ان تنال حصتها، لكنه يؤكد ان “لا علاقة لنا بهذا الجزء ابداً ولا ننحو الى عزل “القوات” ابدا.
ويشدد على انه “مش بجميلتنا بتاخذ او ما بتاخذ القوات حصة وزارية كما تريد لكن ثمة قواعد يجب ان تسري على الجميع وهي قواعد تمثيل وفق الاحجام التي افرزتها الانتخابات النيابية وهكذا تشكل حكومة بدون عقد ومشاكل وبدون الاعتداء على حجم أي طرف في الحكومة”.
ويعرب عطالله عن اسفه لأن القوات اللبنانية طرحت مقاربات مختلفة، مؤكداً ان “لا مشكلة لدينا بالنسبة لحصول القوات على الوزارة السيادية التي تطالب بها طالما حجمنا محفوظ”، مذكراً بأن من يريد ان يقرر في هذا الموضوع هو رئيس الحكومة المكلف بالدرجة الأولى بالتفاهم مع رئيس الجمهورية. ويضيف: “لا مشكلة لدينا في هذا الموضوع ولكن بالتأكيد ليس من حصتنا وهذا الامر واضح فمن يريد ان يتكارم فليتكارم من حصته وليس من حصة غيره”…
وفي إطار آخر، ينفي عطالله ما ذكره مصدر ديبلوماسي فرنسي عن أن لبنان خفف لهجته من موضوع النازحين السوريين بعد التأكد من عدم تجاوب النظام السوري مع هذا الملف بشكل كاف. ويؤكد: “نحن مصرون اكثر من قبل على موقفنا بعدما لمسنا بعض الممارسات التي كانت تحاول عدم تسهيل هذا الموضوع ولذلك طلعت الصرخة الكبيرة”، مشيرا الى ان الهدوء اتى بعد تراجع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وتعهدها بتغيير بعض الأمور والتنسيق مع الخارجية والجهات المختصة. ويلفت الى ان ما يحصل حالياً هو “تلطيف اعلامي فقط لكن انما على المستوى العملي فالتحركات المستمرة وسيلتقي وفد التيار الوطني الحر مع المفتي الجعفري الممتاز يوم الثلثاء في هذا المجال”. ويشدد على انه “لا يمكن ان نتراجع عن هذا الملف الذي سيحظى بالأولوية في الحكومة المقبلة وسيكون كذلك بارزاً في البيان الوزاري”.