تمكن فرنسي أصله جزائري من القيام بعملية فرار مذهلة الطراز من سجن قرب باريس، مستخدماً طائرة هليكوبتر خطفها ثلاثة من أعوانه مدججون بالسلاح، وهبطوا بها في فناء السجن النزيل فيه، ثم انتشلوه وغادروا به على متنها، ولم يعد يظهر لهم أثر.
والتقط أحد السجناء فيديو بهاتفه الجوال فيه لقطات من عملية الهروب المثيرة.
واستدعت سريعاً السلطات الفرنسية 2900 شرطي لمطاردة الموصوف بأشهر سارق بنوك تعرفه فرنسا، وهو رضوان فايد المولود فيها قبل 46 سنة لأبوين جزائريين مهاجرين، والرجل الذي فر إلى إسرائيل بعد قيامه في 1990 بأول سطو على أحد البنوك الذي انتحل فيها شخصية يهودي أرثوذكسي متشدد، ثم عاد وقد تعلم اللغة العبرية إلى باريس.
وقد أسس في باريس عصابة امتهن عناصرها الثمانية سرقة البنوك ومحلات المجوهرات بشكل خاص، إلى أن اعتقلته السلطات في 1997 بعد تفكيكها، فحاكموه وأدانوه بالسجن 30 سنة، ثم أطلقوا سراحه بعد 10 أعوام “لأنه أقنع القيّمين على السجن وضباط المراقبة بأنه تغيّر” بحسب الوارد في سيرته الإجرامية.
رضوان، المعروف بلقب “الكاتب” في فرنسا، لتأليفه كتاباً في 2009 تحدث فيه عن نشأته بضواحي تتفشى فيها الجريمة في باريس وكيف احترفها، وزعم فيه أنه توقف عن اتخاذ الجريمة أسلوباً للعيش، إلا أنه لم يطق عليها صبراً، فبعد عام من صدور الكتاب الذي سماه Braqueur أي السارق، شارك بسطو مسلح فاشل، وأسفر السطو عن مقتل شرطية اسمها Aurélie Fouquet، فاعتقلوه وحكموا عليه بالسجن 25 عاماً، وزجوه وراء قضبان سجن Seine-et-Marne في أقصى الشمال الفرنسي، ثم نقلوه إلى آخر اسمه Réau يقع إلى الجنوب من باريس، وهو الذي غادره فراراً بالهليكوبتر الأحد.
وهروبه من السجن ليس الأول، ففي 2013 فر بعد أقل من نصف ساعة من وصوله إلى مركز احتجاز في الشمال الفرنسي، اسمه Sequedin حيث سيطر على 4 حراس ومسؤولين فيه واتخذهم رهائن واستخدمهم كدروع بشرية، ثم حطم عدداً من أبوابه بأصابع ديناميت سربها أعوانه إليه، وشق طريقه للخروج والفرار بسيارة كانت تنتظره، إلا أن الرياح جرت على غير ما يشتهي: لم تمر 6 أسابيع إلا وأعادوه إلى السجن معتقلاً من جديد، مع أنه غيّر شكله وملامحه.
وأشارت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه إلى أن “عملية الهروب كانت مثيرة للغاية”، مضيفة: “لقد كانت وحدة كوماندوس معدة بشكل جيد وربما استخدمت طائرات بلا طيار لمراقبة المنطقة قبل العملية.”
وفي بحثها عن آثار الفرار الغريب لرضوان فايد، عثرت الشرطة على الهليكوبتر في منطقة ريفية كثيفة الأشجار وتبعد في شمال باريس 64 كيلومتراً عن السجن، وكانت شبه محترقة كالسيارة التي استخدمها الفارون للهرب، وتم العثور عليها قرب الطائرة التي عُثر على طيارها الذي سيطر عليه أعوان رضوان وأجبروه بقوة السلاح على نقلهم بها إلى السجن، ومنه سحبوا رضوان واقتادوه إلى الهليكوبتر بعد تفجير قنبلة دخانية حجبتهم عن الحرس وعن الكاميرات المثبتة في الفناء.