رأى عضو كتلة الجمهورية القوية النائب عماد واكيم، ان تفاؤل الرئيس المكلف سعد الحريري لا يعني ولادة الحكومة خلال الأسبوع الجاري، لأن في طريقه أكثر من عقبة أساسية تحتاج إلى تذليل، مشيرا في السياق عينه إلى أن مبادرة رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع كسرت الجليد، ورسمت طريقا مباشرا باتجاه الجميع لتدوير الزوايا وإيجاد الحلول، ناهيك عن أنها لاقت اصداء ايجابية لدى كل الفرقاء اللبنانيين الذين سبق لهم أن أعربوا عن إيجابية حيال المطالب المحقة للقوات، باستثناء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي شكلت وتشكل مواقفه من تمثيل القوات بالحكومة، ومطالبه بتوزير النائب ارسلان على حساب اللقاء الديموقراطي من جهة وتمثيل الفريق السني من خارج تيار المستقبل من جهة ثانية، الانسداد الأساسي في طريق الرئيس الحريري.
ولفت واكيم في حديث لصحيفة «الأنباء» الكويتية إلى ان المشكلة الثانية التي تواجه عملية التأليف هي أن غالبية نواب التيار الوطني الحر يتصرفون إعلاميا وكأنهم هم المكلفون بتشكيل الحكومة، وذلك خلافا للأصول الدستورية التي تعطي الرئيس المكلف وحده هذا الحق بالتعاون مع رئيس الجمهورية، واصفا على سبيل المثال موقف النائب أسعد درغام لـ «الأنباء» المعارض لإسناد حقيبة الدفاع للقوات اللبنانية، بالمتطفل الذي لا دور له لا أساسي ولا ثانوي ولا حتى جانبي من بعيد في مهمة الرئيس المكلف.
واستطرادا وصف واكيم كلام المصدر النيابي في التيار الوطني الذي قال «حتى الجيش لن يقبل بإعطاء حقيبة الدفاع للقوات»، بالفلسفة الهدامة التي لا هدف منها سوى استخدام أساليب نكء الجراح واستعادة زمن غابر طوت القوات اللبنانية صفحته بمصالحة معراب، مع علم هؤلاء المتضررين من وطنية القوات ورصانتها في العمل السياسي، بأن الجيش اللبناني ليس مؤسسة سياسية كي يقبل أو يرفض، وبأن القوات اللبنانية أكثر المتمسكين بالجيش والمدافعين بشراسة عنه وعن سائر القوى الأمنية الشرعية، وأكثر الضنينين بالعهد الحالي لقيام الدولة القوية الحقيقية.
وعن كيفية استمرار تفاهم معراب في ظل حملة إعلامية شرسة بين القوات والتيار، لفت واكيم إلى أن القوات تتعاطى مع التفاهم على انه حاجة مسيحية ووطنية، وهو ما أكدته الإحصاءات في الشارع المسيحي، معتبرا ان باسيل حر بنعيه لتفاهم معراب وبتراجعه عن النعي، لكنه ليس حرا بإعادة المجتمع المسيحي إلى زمن ترفضه القوات ومعها الرأي العام المسيحي والوطني الذي أنصفها في الانتخابات النيابية، مذكرا المغامرين بمستقبل المسيحيين بأن القوات اللبنانية لن تسمح لأحد بإسقاط تفاهم أساسي في عملية بناء الجمهورية القوية، والتي لأجل ذلك لعبت دور المحرك الرئيسي لإيصال العماد عون إلى قصر بعبدا.