كتبت ساسيليا دومط في صحيفة “الجمهورية”:
وهي على فراش الموت، اعترفت لبيبة (81 عاماً) بأنها كانت السبب في انتحار إبنها جورج منذ 20 عاماً عندما كان في الخامسة عشرة من عمره وذلك بسبب اهتمامها الزائد بأخيه البكر وتمييزها له. «كنتُ أهمل جورج وأوجّه له الملاحظات الجارحة دون مراعاة شعوره أو حاجته للمحبة والتقبل والدعم».
يكاد يكون موضوع العلاقة المميّزة من قبل الأهل مع ولد دون سواه من الأبناء عادياً في المجتمع اللبناني، وذلك إما لأنه يشبه أحدهما في الشكل الخارجي، إما بسبب ذكائه الزائد، أو جماله، أو قد يحصل أحد الأبناء على أفضلية من قبل الأبوين أو أحدهما بسبب إصابته بحادث أو مرض معيّن، أي بسبب ضعفه.
تظهر التفرقة من قبل الأهل بين أبنائهم من خلال عدم المساواة في التعاطي معهم في طريقة وكمية ونوعية الطعام، الألعاب والهدايا، والسماح للبعض بالخروج والقيام بالنشاطات باستثناء الآخرين. كما يشعر بها الأبناء في التعبير عن الحب والدعم عبر النظرات والبسمات والإصغاء والتوجّه المباشر بالكلام.
يشعر الأبناء بالتفرقة فيما بينهم بالتعاطي من قبل الأهل عبر مقارنتهم بعضهم ببعض بموضوع الجمال الخارجي، الذكاء، خفة الدم، طول القامة ونحالة الجسم، البشرة.
كما يُعتبر مديح أحد الأبناء أو البنات في حضور الأخرى تمييزاً يُشعر الأخيرة بالدونية والغيرة وضعف الثقة بالنفس، وقد ينعكس عدوانية تجاه الأخت محطّ الإهتمام.
نتائج التمييز بين الأخوة على الولد المدلّل:
- شخصية أنانية.
• يأخذ دون أن يعطي.
• يريد كل شيء لنفسه على حساب الآخر.
• يهتم بنفسه فقط.
• لا يعبّر الآخر ولا يهتمّ لأمره.
النتائج على الولد الذي تعرّض للتمييز:
- حقد وحسد وغيرة.
• إنكماش وعزلة.
• إنطواء.
• نزاع وشجار وتصادم.
• علاقة سلبية مع الآخر.
• تمني التخلّص من الأخ المميّز (تمنّي الموت).
• إحباط.
• عدم النجاح.
• سلبية في التعاطي.
• توتر وضغط نفسي.
• إكتئاب قد يصل إلى محاولة الإنتحار.
• تكرار التجربة ذاتها في المستقبل مع الأبناء.
بعض النصائح تفادياً للمزيد من الأضرار النفسيّة على الأهل:
1 – اعتماد العدالة والمساواة في التعامل المادي والمعنوي مع الأبناء.
2 – تقدير الأبناء كل حسب قدراته وميزاته.
3 – عدم المقارنة.
4 – عدم ذكر حسنات أو سيّئات أحد في حضور الآخر.
5 – عدم إعطاء النصائح بشكل موجّه بل للجميع.
6 – عدم توجيه النظرات والإبتسامات والكلمات لأحد أكثر من ألآخر.
7 – تشجيع الأبناء على القيام بنشاطات مشترَكة.
8 – السماح للجميع بالتعبير عن الرأي، وتوفير وقت خاص للإصغاء لكل واحد على انفراد.
9 – عدم إهمال الأبناء الذين يجدون صعوبة في التعبير عن الذات.
10 – حثّ الأبناء على دعم بعضهم البعض.
صحيح أنّ لدى بعض الأبناء كاريزما وسحراً خاصاً يسيطر على مشاعر الأهل، وقد يحصل ذلك في معظم العائلات، إلّا أنه على الآباء والأمهات السيطرة على الذات والتعاطي مع أولادهم بعدالة ومساواة. كما أنّ المقارنة لا تجوز بين أيِّ اثنين، إذ لكل إنسان شخصيّته الخاصة وطباعه وميوله وتصرّفاته، بالإضافة إلى اختباراته التي ينتج عنها طريقة معيّنة في التعاطي والحوار والإنجاز.