IMLebanon

إيران تسعى لعزل الصدر إذا سعى للخروج عن نفوذها

تمارس إيران ضغوطا كبيرة على حلفائها في العراق لإجبارهم على إعادة توجيه التحالفات السياسية بما يضمن محاصرة القائمة المدعومة من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في خانة المعارضة، في حال رفضت خطة طهران الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة في بغداد.

وحلت قائمة الصدر في المركز الأول خلال الإنتخابات البرلمانية التي جرت في مايو الماضي، وفقا لنتائج غير نهائية، فيما حلت قائمة الفتح المدعومة من إيران بزعامة هادي العامري في المركز الثاني، تليها قائمة رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما جاءت قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي في المرتبة الخامسة. ويواصل الصدر مشاورات تشكيل الحكومة واجتمع، السبت، في مدينة النجف مع إياد علاوي زعيم ائتلاف الوطنية لبحث سبل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وذكر بيان لمكتب الصدر أن “الصدر استقبل رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي وجرت خلال اللقاء مناقشة العديد من المواضيع التي تهم الشأن العراقي، وخصوصاً الملف السياسي وتشكيل الحكومة العراقية المقبلة”.

وشدد الصدر “على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة من أجل تقديم الخدمات وتوفير العيش الحر الكريم للفرد العراقي”.

ولا يستبعد المراقبون أن تبلغ مساعي الدولتين الراعيتين للعملية السياسية في العراق (الولايات المتحدة وإيران) إلى درجة احتواء الفوز المزعج لقائمة سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر وهو الذي سبق أن قاتل الولايات المتحدة في حرب مباشرة، وقاتل إيران في حرب غير مباشرة كان نوري المالكي ممثلها فيها.

ويشرح هؤلاء وجهة نظرهم بأن التحالف معه الذي لم يؤد إلى نتائج مقنعة يطمئن إيران  باستمرار هيمنتها على الوضع السياسي في العراق، دفعها إلى استثمار العلاقة السيئة بين واشنطن والصدر، لكي تطرح بديلا يعتمد بالأساس على مبدأ المحاصصة الذي يحظى برضا ومباركة الولايات المتحدة، كونه من وجهة نظرها الحل الوحيد الذي يبقي القرار العراقي موزعا بين أحزاب لا تتفق إلا على مستوى توزيع الغنائم في ما بينها فيما تختلف على المستويات الأخرى كلها.

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة تحدثت مع صحيفة “العرب اللندنية” في بغداد، فإن “طهران عرضت على القوى السياسية الشيعية خارطة طريق تتضمن بناء تحالف واسع في ما بينها، ثم الانفتاح على جزء من السنة والأكراد لتشكيل كتلة نيابية كبيرة في البرلمان القادم تتولى ترشيح رئيس الوزراء الجديد”.

وتقول المصادر إن “الخطة الإيرانية حظيت بموافقة قائمتي الفتح والمالكي”. بينما لم يبد العبادي أي رد فعل نحوها وتحفظ عليها الصدر. وتضيف المصادر أن الضغوط الإيرانية ازدادت على الصدر مع التلويح بعزله في خانة المعارضة من خلال بناء تحالف شيعي مضاد له، ليعود في النهاية ويوافق على العمل مع القائمة المدعومة من إيران بشروط.

وشهد العراق، السبت، حراكا سياسيا غير مسبوق، إذ يحاول وفد من قائمتي الفتح ودولة القانون في أربيل، إقناع مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالضغط على القوى السياسية الكردية للالتحاق بالخارطة الإيرانية لتشكيل الكتلة الأكبر، فيما استضاف الصدر في مقره بالنجف زعيم القائمة الوطنية إياد علاوي للتداول بشأن الموقف من ضغوط طهران والاستجابة لها أو الذهاب نحو المعارضة.

وأبلغ ساسة عراقيون “العرب اللندنية” بأن “إيران تحاول الضغط على الصدر من خلال توسيع التحالف الخاضع لها بإدخال البارزاني فيه، بينما يحاول الصدر أن يستعين ببعض الحلفاء ليبدو قويا في مواجهة الضغوط الإيرانية”.

وقال هؤلاء إن “تحالف النصر بزعامة العبادي يبدو أنه بات جزءا من التفاهم الشيعي العام، بانتظار معرفة موقعه فيه ودور زعيمه المقبل، لإعلان موقفه الرسمي”. ويضيف هؤلاء أن “الصدر يدرك أنه مطالب بحسم موقفه عاجلا من الحراك الإيراني، لأن عجلة التفاهمات لن تنتظر كثيرا وقد يجد نفسه معزولا في خانة المعارضة”.

ويبين المراقبون أن عزل الصدر هو خيار التسوية الأميركية ــ الإيرانية الذي من شأنه أن يؤدي إلى إلغاء الانتخابات عمليا من غير المس بنتائجها على مستوى نظري. وهو إجراء لن يكون محرجا للصدر، بل قد يؤدي إلى توسيع قاعدته الشعبية غير أنه سيكون مضرا بالنسبة لحيدر العبادي الذي احتلت قائمته (النصر) المرتبة الثالثة في سلم القوائم الفائزة.

وعلمت “العرب”، أن “قوى سياسية سنية تواكب الحراك الشيعي المنفتح على الأكراد، وتسعى لتشكيل جبهة موحدة تخوض المفاوضات مع التحالف الشيعي الكردي المرتقب”.