كابيلا “مخلوعة”، صورتان مكسورتان للسيدة العذراء، كنيسة لا صليب على قمّتها، مسبح كبير تحيط به أشجار عملاقة، مبانٍ ضخمة زجاجها الأخضر مفتت، رسومات غريبة، أروقة وأدراج لا حياة فيها، جدران تسكنها رموز وإشارات غريبة، روائح تشبه الموت في كل مكان، بين الحرب وأفلام الرعب، هذا ما تبقى من “فندق العامرية”…
وبعد الزيارة الى هذا “الفندق” الذي يثير العديد من التساؤلات، والتي يمكن مشاهدتها بوضوح في الصور والفيديو، كان لا بد من توضيح حقيقة ما يجري فيه وما تتناقله الألسن والاحاديث في المنطقة وتحولت الى شائعات لا يمكن الا ان تكون قد وصلت لمسامع سكان جوار الفندق.
يؤكد المونسنيور بيار النهري بغصة لـIMLebanon ان هذا الفندق غنّى فيه العملاق وديع الصافي وأقام يوماً الشيخ بشير الجميل لقاءً مهماً فيه، وكان من أفضل فنادق لبنان قبل وفاة صاحب الفندق قيصر عامر”، مشيراً إلى أن “فندق العامرية تابع لسيدة المسك أساساً، وليس لبلدة عين علق وقبل أن يصبح فندقاً، كان مقهى”.
وعن مبنى الكنيسة الموجود في جوار الفندق، يقول المونسنيور النهري الذي يسكن في المنطقة إن “من بنى الكنيسة هو رجل يدعى قيصر عامر، وهو ماروني، وقد تمّ تكريس الكنيسة وأقيمت قداديس فيها منذ 40 سنة تقريباً”.
“طقوس شيطانية”
وعن نزع الصليب عن رأس الكنيسة، أشار النهري إلى أنه “عندما مات قيصر عامر دفن تحت الكنيسة هو وزوجته اليونانية وإبنه”، ولكن الورثاء نزعوا المدفن ورفاتهم، ليأخذوها إلى مار عبدا بكفيا وبعدها انتزع التكريس عن الكنيسة، وكذلك الصليب”، كاشفاً عن انتشار حينها أخبار تفيد بإقامة ناس لطقوس شيطانية ومراسيم القداس الأسود في الفندق خلسة”، مؤكدا أن “حقيقة هذه الإشاعات موجودة عند الدولة فقط”.
ويشير الى انه لا يؤمن بأنه كان يقام طقوس شيطانية، معتبراً أن الرسوم الموجودة على جدران الفندق هي صنع “الزعران” الذين يدخلون الفندق بالسر”، مضيفاً أنه “بعد وفاة قيصر عامر، سكن فيه السوريون في الحرب، وعندما اصيب نجل قيصر بمرض السرطان، أُهمل الفندق وأصبح مباحاً للجميع، وعمل البعض على إيهام الناس بوجود طقوس شيطانية”. كما يؤكد ان “هناك من اشترى الفندق، وحتى الآن لم نعرف هويته”.
ويكشف احد أعضاء شرطة بكفيا الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان مراسيم القداس الأسود كانت تقام فعلاً في الفندق ولكن ليس حالياً بل قبل 12 سنة…
من هو الشاري؟
لكن مختار بلدة عين علق سليم مكرزل يوضح لـIMLebanon ان ما يتم تناقله عن إقامة قداس اسود في المكان مجرد إشاعة، كاشفاً أنه تابع الموضوع بنفسه. وشدد مكرزل على أنه “لم يُسمح بإقامة القداديس في كنيسة الفندق ولكن أقيم فيها مدافن ومن المرجّح أن يكون قيصر عامر قد دفن فيها”.
وعن سبب إهمال حال الفندق، لفت مكرزل إلى أن “المشكلة وراثية، فبعد أن ورث عامر إبن قيصر الفندق عن أبيه، حدثت خلافات مع زوجة أبيه والورثاء الباقين، ما أدّى إلى تجميد العمل فيه حتى وفاة عامر”.
وحسب معلومات المختار، “فقد بيع الفندق منذ 3 سنوات عند كاتب العدل وليس في الدوائر العقارية إلى شخص لا زال غير معروف”، ويظن أن الشاري هو شخص مسؤول في البلاد لكن “لا يستطيع البوح بإسمه”، إلا أنه منذ شرائه للفندق لم يغير فيه شيئاً حتى الساعة، فأسباب شرائه للفندق لم تعرف بعد، مؤكداً أنه “لا يزال باسم عائلة عامر حتى الآن في الدوائر العقارية، وتنتشر أخبار إقامة مكانه فندق جديد أو مستشفى”.
كما يؤكد الشرطي البلدي انه لا يمكنه كشف هوية شاري الفندق “فهذه معلومات خاصة”.
شائعات عدة طالت فندق العامرية بعد وفاة صاحبه، ومنهم من رأى قيصر عامر مؤمناً صلباً، وآخرون أكدوا أنه كان بعيداً كل البعد عن الكنيسة، منهم من نفى إقامة أي طقوس غريبة في باحة الفندق، وآخرون أشاروا إلى إقامة مراسيم للقداس الأسود من قبل مجهولين سابقاً. لكن يبقى السؤال إلى متى سيبقى هذا الفندق لغزاً وفي حالته والمثيرة للجدل هذه… فهل من يحسم هذه الشائعات؟
تصوير: كريستوفر كرم