كتب طوني أبي نجم
في حين تحتضر البيئة في أكثرية المناطق اللبنانية جردا وساحلا وشاطئا وبحرا، تصر محمية أرز الشوف على السباحة عكس التيار. من يزر الشوف يتأكد بالفعل أن “لبنان حلو”، لكن كي يبقى أخضر ثمة مجهود هائل يجب بذله لأن البيئة تشكل عاملاً أساساً في الاقتصاد والسياحة والتنمية البشرية وفي حل قسم كبير من المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون، حتى الاجتماعية منها، بفعل أن حماية البيئة تؤمن تثبيت اللبنانيون في أرضهم وتساهم في تحقيق الإنماء المتوازن في مختلف المناطق اللبنانية.
قد تختلف مع زعيم المختارة وليد جنبلاط في السياسة كثيراً أو تتفق معه لا هم، لكن الأساس يبقى في أن جنبلاط عمل بجد مع مجموعة كبيرة من الحزب التقدمي الاشتراكي وأبناء الجبل بمختلف طوائفهم على حماية بيئة الجبل وتراثه، وأهم معالم هذه البيئة المتمثلة بمحمية أرز الشوف.
وفي هذا السياق نظمت محمية أرز الشوف بالتعاون مع نادي الصحافة يوماً طويلا لمجموعة كبيرة من الزملاء في رحاب الشوف وأرز الشوف، بدءاً من الصبحية في قصر المير أمين حيث التاريخ حاضر بقوة إلى جانب كرم وضيافة أهل الجبل، وحيث كانت في استقبالنا السيدة نورا جنبلاط بحفاوة بالغة وتواضع لافت، مروراً بمحترف عساف الرائع على أكثر من مستوى من النحت إلى الحفاظ على البيئة واستعراض الأعشاب الرائع في ربوع المحترف إضافة إلى المنزل المبني حديثاً إنما بتصميم تراثي لبناني رائع، وصولاً إلى محمية أرز الباروك حيث يلتحم التاريخ والحضارة في جذوع أشجار الأرز المعمرة وسط اهتمام فائق لشباب المحمية الحريصين على كل تفصيل.
في محمية أرز الشوف تم زرع شجرة أرز باسم مؤسس رئيس نادي الصحافة الزميل الراحل يوسف الحويك. وفي الباروك أيضاً كانت الاستضافة على مائدة الغداء في رحاب أجمل طبيعة.
الخلاصة الوحيدة في نهاية اليوم الطويل سمعتها من ابني الذي قال لي: “نسافر كثيراً في حين أننا لم نتعرف الى لبنان كما يجب. لبنان حلو”.