تكشف التراجعات الميدانية الكبيرة للمتمرّدين الحوثيين في عدد من جبهات القتال باليمن، عن دور متزايد لمقاتلين وخبراء تابعين لحزب الله في الحرب الدائرة هناك، يرجّح أن تكون إيران المشغّل الأصلي للحزب كما لجماعة الحوثي، قد كلّفتهم بإسناد الجماعة التي تواجه مصاعب كبيرة ومحاولة إنقاذها من الهزيمة، أو على الأقل تأجيلها إلى أقصى حدّ ممكن.
وقال التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية: “إن لديه أدلة على تورط حزب الله في تدريب عناصر من جماعة أنصار الله الحوثية.”
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للعقيد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف قال فيه: “لدينا أدلة على وجود خبراء أجانب في أحد الكهوف يقومون بتدريب عناصر ميليشيا الحوثي.”
وعادة ما يتولّى عناصر من حزب الله مهمات دقيقة تتعلّق بالتدريب، أو ذات أبعاد تقنية يكون هؤلاء قد تدرّبوا عليها على يد الحرس الثوري الإيراني.
ولفت المالكي إلى أن “التحالف تمكن مؤخرا من تدمير منظومة اتصالات متطورة تابعة لميليشيا الحوثي كانت تستخدمها بمساعدة ميليشيا حزب الله”، مشيراً إلى “إسهام الحزب في تشغيل مواقع مختلفة للقيادة والسيطرة بمحافظة صعدة، دمرت قوات التحالف 5 مواقع منها بعد استهدافها في جبال مشطب ومران ورازح والمقلق والنوعة.”
وقد سبق وأعلن التحالف استهداف شبكة اتصالات عسكرية حوثية، في حديان ورازح بمحافظة صعدة معقل الحوثيين، قرب الحدود السعودية، وقال التحالف وقتها إنّ قواته دمّرت منظومة الاتصالات العسكرية المتكاملة، والتي كانت تشمل تقنيات متقدمة، ويتم تشغيلها بمساعدة خبراء أجانب.
وخلال المؤتمر الصحافي كشف المتحدث باسم التحالف أن 158 صاروخا باليستيا أطلقها الحوثيون على السعودية، منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف في اليمن قبل 3 سنوات.
وأفادت مصادر عسكرية يمنية قبل يومين، بأن عنصرا من حزب الله يكنى بـ”كيان أشتر” قتل مع عدد من خبراء إطلاق الصواريخ في غارة لطائرات التحالف العربي في جبهة الملاحيط بجنوب غرب محافظة صعدة.
واستهدفت الغارة عربة عسكرية كانت تقل الخبراء العسكريين في منطقة عقبة الظاهر، وأسفرت عن تدميرها بالكامل ومقتل جميع من كانوا على متنها.
كما تمّ الإعلان قبل أسابيع عن مقتل عناصر من الحزب ذاته بينهم قائد ميداني خلال العملية العسكرية الجارية ضدّ المتمردين الحوثيين في صعدة.
ويجمع بين ميليشيا الحوثي والحزب المذكور ولاؤهما لإيران إذ يعدّان من أذرعها في المنطقة العربية، وبينهما تنسيق وتعاون حيث تحتاج الميليشيا إلى خبرات حزب الله في حرب العصابات وتهريب الأسلحة وإعادة تركيبها، باعتبار الحزب أكثر الأذرع الإيرانية قوّة ويحظى عناصره بدورات تكوين في عدّة اختصاصات عسكرية بإيران على يد الحرس الثوري.
ويشترك الطرفان في استخدام أسلحة ومعدّات مهرّبة من إيران بينها الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يستخدمها الحوثيون في قصف مناطق داخل الأراضي السعودية. ويفسّر وجود عناصر الحزب في صعدة المعقل الأساسي للحوثيين بشمال اليمن، بجهود إيران لمساعدة المتمرّدين على الصمود في فترة بالغة الصعوبة بالنسبة إليهم بعد أن فتح التحالف العربي بشكل متزامن جبهتي الحديدة على الساحل الغربي وصعدة في الشمال.