كتبت راكيل عتيق في صحيفة “الجمهورية”:
كأنّها الزيارة الأولى، خلّابة هي عروس الشاطئ اللبناني. كلّما أتيتها وكأنك تُمتِّع نظرَك بتلألئها للمرّة الأولى. تكوينها الطبيعي «الإلهي» مجبولٌ بسِحر الرسم للذّة الفُرجة. ميّز خالق الكون جونيه وميّز بخليجها لبنان.
بحرُها لا يصمت، في كلّ زيارة يُحاكيك، وأنت مُتلحّف أضواء مركز كسروان وقلب المحافظة. وكأنّ الخليج وُجد ليضمّ مكنوناتك. محضونٌ أنت في جونيه من عذراء لا تُغلق ذراعيها ولا عينيها ولا قلبها… ومِن بحرٍ يُخفي الدمعَ ويُبلِّل الجفاف.
تحمل جونيه تاريخاً كبيراً محفوظاً بأحجار بيوت ومراكز ومعالم. المدينة اللبنانية الساحلية التي يتّكئ جبلها على بحرها، هي موطئ السياحة والسُياح منذ القِدم.
ومِثل غالبية المناطق اللبنانية، خصوصاً المدن التي تتّكل على السياحة، تتأثّر بعبثية الدولة اللبنانية سياسياً واقتصادياً… وهي مِن مدن المركز والقلب الذي يضخّ حياةً، كلّما زادت، امتدّت إلى الضواحي والأطراف، وكلّما قلّت خَفت ضوء الحياة في لبنان. نريد جونيه «حَيّةً» بالسهر والفرح والسيّاح والأضواء الليلية… وهكذا نريد لبنان.
منذ 8 سنوات انطلقت من جونيه ومن أجل جونيه «شُعلة» أضاءت ليالي المدينة بالفنّ والألعاب النارية والفرجة الاقتصادية لمطاعمها وملاهيها… نِصف مليون لبناني يزورون جونيه ويفترشون شوارعها ليتمتّعوا بمشهدية الألعاب النارية التي كانت جمعية أصدقاء المدينة – phellipolis السبّاقة بإطلاقها.
ومساء أمس انطلقت الدورة الثامنة من «مهرجانات جونيه الدولية» على قطعة أرض في غزير بمحاذاة البحر تطلّ على خليج جونيه، مع المغنّي الفرنسي الشاب كينجي جيراك Kendji Girac. فلجنة «مهرجانات جونيه الدولية» برئاسة زينة افرام تحرص كلّ عام على أن تُقدِّم برنامجاً فنيّاً منوّعاً يستهدف فئات اجتماعية وعمرية مختلفة.
وإلى جانب أهمّ الفنانين اللبنانيين الذين استضافتهم جونيه على مدى 8 أعوام، إضافةً إلى إتاحة الفرصة للجمهور اللبناني العام الماضي بمشاهدة أهم الأعمال المسرحية العالمية من خلال استقدام المسرحية الغنائية الفرنسية العالمية «Notre Dame De Paris»، التي تؤدّي فيها الفنّانة اللبنانية هبة طوجي دور إزميرالدا، تحاول لجنة المهرجانات توفيرَ الفرصة للشباب والمراهقين لحضور حفلٍ مباشَر للفنّانين الذين يتابعونهم عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
عام 2016 اختتمت جونيه مهرجاناتها بحفلٍ صاخب لمغنّي البوب الأميركي جيسون ديرولو. أمّا هذا العام فقرّرت افتتاح دورتها بحفلٍ صاخب من نوع آخر مع الشاب الفرنسي كينجي جيراك، الفائز في الموسم الثالث من برنامج المواهب «The Voice» – فرنسا عام 2014، والذي حصَد نجاحاً لافتاً وحقّقت ألبوماته مبيعاتٍ كبيرة، واستمال قلوبَ كثر من الفتيات والفتيان في لبنان.
3 آلاف و300 كرسي امتلأت أمس، على رغم أنّ الحاضرين لم يجلسوا كثيراً عليها، بل وقفَ غالبيتهم لنحو ساعة ونصف الساعة يتمتّعون بمشاهدة جيراك والاستماع إليه يغنّي أشهر أغنياته، ومِن أبرزها Andalouse, Les yeux de la mama Ma câlina, Maria Maria, Conmigo.
وبعد هذا الحفل الشبابي تُقدّم «مهرجانات جونيه الدولية» في 12 تمّوز «ميوزيك هول بالعربي»، على أن تختتم مهرجاناتها في الليلة المُنتظرة سنوياً في 20 تمّوز بعرض الألعاب النارية بمرافقة موسيقية مع منسّق الموسيقى الشهير رودج Rodge، الذي أطلّ البارحة وهيّأ الحفلَ للمغنّي الفرنسي فألهبَ الجمهور ووَعد بسهرة مميّزة صاخبة بالموسيقى والمفرقعات النارية ليلة الجمعة 20 تموز.