كشفت مصادر موثوقة، أن مسؤولين دوليين أبلغوا قيادات لبنانية بضرورة عدم تسليم “حزب الله” وزارات خدماتية على تماس مع منظمات إقليمية ودولية، لأن ذلك سيرتب مضاعفات على لبنان، لن يكون من السهل تحملها، باعتبار أن المجتمع الدولي يحاذر من التعامل مع ممثلي “حزب الله”، بعد اتهام الأخير بالإرهاب، وتالياً فإن هناك العديد من الهيئات الدولية التي لن تكون مستعدة للتعامل مع ممثلي الحزب الذين قد يصبحون وزراء على رأس هذه الوزارات.
وأكدت المصادر لصحيفة “السياسة” الكويتية، أن على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أن يأخذ هذا الأمر بالاعتبار، ولا يتسرّع في تسليم “الحزب” وزارات خدماتية كما يطالب الأخير، لأن لذلك انعكاسات سلبية على لبنان الذي التزم أمام مؤتمر “سيدر” بتنفيذ مجموعة كبيرة من الخطوات الإصلاحية لتحسين اقتصاده، وهذا الأمر بالتأكيد يفرض مراعاة الدول المانحة التي وضعت شروطا على لبنان لا يمكن تجاهلها من أجل إيفاء تعهداتها في هذا المؤتمر، وما سيليه من مؤتمرات تصب في إطار دعم لبنان ونهوضه.
وفي السياق، نبّهت أوساط مطلعة عبر صحيفة “الراي” الكويتية، إلى الأحداث الكبرى في المنطقة والعالم، ولا سيما في ضوء ارتباط لبنان بجانب أساسي منها عبر “حزب الله”، الذي تزداد الإشارات الخليجية والأميركية إلى انه في رأس “لائحة mostwanted” في سياق المواجهة الكبرى مع إيران ونفوذها في المنطقة.
واستوقف هذه الأوساط أن بيروت أشاحتْ بنظرها عن إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن ، أنّ منظومة الاتصالات العسكرية التي دمرت في صعدة مطلع الأسبوع مصدرها “حزب الله” اللبناني، كما عن كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن “أننا نعمل على تحجيم الحوثيين في اليمن ، و”حزب الله” في لبنان وسوريا”، هو الذي كان أجرى قبل أيام اتصالاً “صامتا” بالرئيس الحريري بدا ذات صلة بالتحضيرات لقمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في 16 الجاري.
ولم يكن ممكناً في رأي الأوساط نفسها، فصْل مسار تأليف الحكومة عن “المسرح الخارجي” لهذا الملف الذي يخضع لمعاينة عربية ودولية، رصْداً لما ستعبّر عنه الحكومة الجديدة من توازناتٍ سيُبنى عليها إما للتعاطي مع لبنان “الدولة” على أنها باتت متماهية مع “حزب الله”، وإما لاستمرار الفصْل بين الشرعية اللبنانية والحزب، وهو ما يفسّر التأنّي البالغ للحريري في إدارة عملية تشكيل حكومةٍ يريدها بمقاييس لا ترتّب تداعيات خارجية على البلاد وتمنع تظهير غَلَبة “حزب الله” داخلياً، وهو ما يفترض تمثيلاً وازناً لكل من “القوات اللبنانية” وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط اللذين لن يشكّل الرئيس المكلف حكومته من دونهما.