عشية القمة الأميركية – الروسية المرتقبة في 16 تموز الجاري في هلسنكي، والتي يفترض أن يكون الوضع السوري في صلب مباحثاتها، تكشف أوساط دبلوماسية عبر “المركزية” عن اجتماع لمجلس العلاقات الخارجية في البنتاغون عقد منذ أيام، حضره خبراء في السياسة الإيرانية والروسية والإرهاب ومحللون سياسيون، تركز فيه البحث حول ما إذا كانت روسيا ستعمل فعليا، مع النظام في سوريا، على إبعاد النفوذ الإيراني، المباشر أو عبر أذرعها وأبرزها “حزب الله”، عن الحدود مع اسرائيل، حيث كان تشديد على ضرورة انتهاء اللقاء بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين بموقف حاسم في هذا الشأن.
وفي وقت سيتصدر ملف النفوذ الإيراني في سوريا المشاورات التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في روسيا ومع بوتين تحديدا في الساعات القليلة المقبلة، حيث سيجدد المسؤول العبري التشديد على “أننا لن نقبل بوجود القوات الإيرانية والموالية لها في أي جزء من الأراضي السورية، ليس في مناطق قريبة من الحدود ولا في مناطق بعيدة عنها”، وعلى ضرورة “حفاظ سوريا والجيش السوري على اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 بحذافيرها”، على حد تعبيره، تشير الأوساط إلى أن نجاح الرئيس ترامب، في العاصمة الفنلندية، في إقناع بوتين بإطلاق مسار سحب الإيرانيين من سوريا، سيُعد إنجازا موصوفا للدبلوماسيتين الأميركية والإسرائيلية.
على أي حال، توحي الأجواء السائدة دوليا بأن الأمور ذاهبة في هذا الاتجاه، بحسب الأوساط، التي تقول إن خلال اجتماع البنتاغون، توقّع المجتمعون أن يُبرم عن القمة المرتقبة، اتفاق عسكري أميركي – روسي لإدارة الأوضاع داخل سوريا يرسي مزيدا من التنسيق بين قوات الدولتين. وبعد الخروج الإيراني المفترض، سيقتصر دور نظام الرئيس بشار الأسد على أن يكون “شرطيا” للحدود السورية مع إسرائيل، على غرار ما كان يحصل في السنوات الماضية التي أعقبت إبرام اتفاق قواعد فك الاشتباك عام 1974.
في الواقع، تضيف الأوساط، استهداف إيران في سوريا سيترافق مع توجّه أميركي أوسع لتطويق الجمهورية الإسلامية ونفوذها في الشرق الأوسط ككل. وإذ تشير إلى أن إدارة ترامب في صدد ممارسة المزيد من الضغوط على طهران، وهو ما تؤكده مواقف أركانها وآخرها لوزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال حرفيًا إن “الإدارة الأميركية ملتزمة بالتصدي للسلوك الإيراني الشرير عبر سلسلة واسعة من العقوبات سنعمل على ضمان التزام العالم بتنفيذها”، مشيرًا إلى أن الحصول على النفط الإيراني بعد 4 تشرين الثاني سيعدُّ “خرقاً للعقوبات الأميركية”، تلفت الأوساط إلى لأن هذا المسار الأميركي من الصعب لأن تصمد إيران في وجهه طويلا.
وفي هذا الإطار، تعتبر أن طهران تراجعت في الساعات الماضية عن تهديداتها بإقفال مضيق هرمز. وتوضح أن “إذا فعلت ذلك تكون اختارت الانتحار”، لافتةً إلى أن “المسؤولين الإيرانيين أذكياء ويعلمون أن أي خطأ في الحسابات العسكرية سيكون رد الفعل الأميركي عليه قويا، فترامب ليس سلفه باراك أوباما”.
وتذكّر، في السياق، بأن ومنذ دخول ترامب إلى البيت الأبيض، تراجع، إلى حد الانعدام، “التحرش” الإيراني بسفن البحرية الأميركية في الخليج. ففي رأيها، لا أحد يجرؤ، وخاصةً الجمهورية الإسلامية، على اللعب بالأمن والاستقرار في الخليج، وإيران ذكية بما فيه الكفاية لعدم المغامرة على هذا الصعيد، تختم الأوساط.